الخميس، 6 أكتوبر 2011

بعد خمسة أشهر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بعد خمسة أشهر على هذا الحدث الجديد أشعر أن الحياة بدأت تظهر لي ألوان أخرى على ساحتها فقد اتسعت لألوان قوس قزح وودعت إلى حد ما اللون الرمادي بدرجاته

بالطبع لم يسعني الاحتفاظ بالخبر عندما علمت به وأخذت أنشره هنا وهناك

وقد كان هناك من فرح كثيرًا لسماع هذا الخبر

ولكن لعجبي!! هناك من وقع عليهم الخبر وقعة لم أكن أتصورها؛ فرأيت في أعينهم نظرة عدم الرضا.. أو الأسف!!!

عجبت لذلك في البداية إلى أن وجدت والدتي "والدة زوجي الغالي" تأتيني في ليلة إلى غرفتي وتطلب الحديث معي

بالطبع رحبت بها فهي دائمًا تعاملني كأمي وأنا كذلك أعاملها كواحدة من بناتها

ما عجبت له.. وأستطيع أن أقول أنني صُدمت أو صعقت بمعنى أقرب

وجدتها متأثرة جدًا -ولست أدري تحديدًا فيما كانت تفكر قبل أن تنطق هذا الكلام أو ما الذي ترمي إليه من خلاله هل تختبرني أم ماذا؟!

قالت لي "يا ابنتي أنتي لازلتِ صغيرة السن، جميلة، وخلوقة وكثيرين هم من يتمنونكِ زوجة..ابنتي إنني ما أقول لكِ هذا إلا لقلقي عليكِ ولكن...هل تدركين حجم المسئولية التي ستكون على عاتقكِ عند إنجاب هذا الطفل؟! هل ستتحملين القيود التي سيفرضها عليكِ وجود طفل في حياتك وأنتي لازلتِ في أول الطريق وليس لديك زوج يشدد من أزرك؟!.. إنني يا ابنتي ما أقولها لكِ إلا لحرصي عليكِ.. ولكن..إذا أردتِ أن تتحرري من هذا القيد من قبل أن يأتي فلكِ الحرية في ذلك و.."

بالطبع لم يكن سكوتي معنى لموافقتي لما أسمع ولكنني حقًا كنت مذهولة مشدوهة مأخوذة...

من يقول ماذا وكيف ولماذا؟!!!!

أتصور ملامحي وأنا شاغرة فاهي ويكسوا وجهي علامات البلاهة نوعًا أو عدم الفهم أو الاستيعاب

ولم أجد من نفسي إلا أن قلت لها "هو إيه؟ مين؟ أنا مش فاهمة فيه إيه؟!!!!! هو حضرتك عاوزة تقولي إيه؟!!"

فوجدتها ازدادت ارتباكًا وودت لو توضح وجهة نظرها فقاطعتها

"طنط هو حضرتك مش متصورة أنا منتظرة المولود دا أو بمعنى أصح المعجزة دي إزاي؟! دانا لو كنت حتى ممكن ولو للحظة "ودا مستحيل" أفكر في كلام حضرتك.. خلاص فات الوقت مفيش حاجة اسمها كدا..دا كمل خمس شهور يعني روح.. هموت ابني!! حفيدك!! ترضيها ازاي دي؟ وأقول إيه لأبوه؟! مقدرتش!! خفت!! مصدقت خلصت من الولد!!.......

دا ربنا بيكافئني به.. أموته!!

طنط أنا هعتبر اللي حضرتك قلتيه دا متقالش مسمعتوش محصلش.. وأنا مُقدّرة مدى تشتتك بعد رحيل ابنك.. بس لازم تلاحظي إنه كذلك زوجي ووالد ابني.. مستحيل هتخلى عنه مهما حصل.. ولو كان كلامك دا اختبار فأرجوكي مكنش فيه داعي له.. أنا لا فكرت ولا ناوية أفكر في حد تاني غير زوجي وأبو ابني.."

بالطبع كانت مرتبكة ولا تدري ماذا تقول أو تفعل سوى أنها بكت بكاءً حارًا فاحتضنتها وأنا أكمل حديثي وأشاركها البكاء "أمي.. أنتي ومن يشاركني روحي بداخلي أمانة تركها لي زوجي ولن أفرط فيها مهما حدث.. لا تقلقي"

"والآن أخبريني ما هذا الكلام ولماذا فكرتي في هذه القرارات الخطيرة؟!"

فأجابت "لست أدري ولكنني وجدت هذه الهواجس والأفكار تراودني منذ أن أخبرتني بهذا الخبر، وكنت أفكر فيها ليل نهار فقررت أن أقولها لكِ وتأتي كما تأتِ.."

"إنها هواجس شيطانية يا أمي لا تدعي الشيطان يلعب بعقلك مجددًا واستعيذي بالله منه إنني أحبكم ولن أفكر في الفرار بصورة أو بأخرى"

المهم الآن يا زوجي الحبيب وأبو ابني "ابننا" دعك من كلمات والدتك فأنت تعرفها أكثر مني.. طيبة القلب هكذا ولا تعطي وزنًا لكلام قبل أن تقوله غالبًا، إنها لا تقصد سوء حبيبي، على أية حال لا تحزن منها إنها فقط تحبك وتحب ابننا كثيرًا وتخاف عليه..إنها حقًا تذكرني بقصة الدب الذي قتل صاحبه

فكر معي يا حبيبي إذًا ماذا نسمي هذا الجنين؟! لو أتت فتاة إنك أخبرتني أنك تحب اسم "ملك" أو "شوق" إمممممم ماذا إذن لو أتى ولد؟!

تصور أنك لم تخبرني من قبل عن اسم ولد تحبه أو تحب أن تسمي به ابننا!! إمممممم دعني إذًا أتولى أنا هذا الأمر ألست أنا أمه كذلك!!

أتعرف حبيبي ابننا هذا مدني بالقدرة على متابعة الحياة بعد غيابك..أعني حقًا ما أقول.. إنني أحببت الحياة طالما تركت لي سبب للعيش فيها

أحبك يا آسري وأحب كل ما يأتي منك

أحببتك وأحبك.. في صمتي وجهري.. فصلّي من أجلنا.. وادع الله لنا

 

مُعجِزات © 2008. Design By: SkinCorner