الجمعة، 25 نوفمبر 2011

يا رب


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآن وأنا في شهري السادس -وقد كبر محيط بطني إلى أن قارب المائة سنتيمتر- أشعر بالآمان وبالسعادة كلما أحسست بهذه المعجزة وهذا الكائن الضعيف وهذه الروح الوهنة بداخلي تتحرك وتعطيني إشارات بأنها تساندني الحياة وأنها لازالت هنا تسأل عني

هذه المداعبات التي تؤنس وحدتي النفسية وإن لم تكن وحدتي في المحيط من حولي

تراودني الأفكار هنا وهناك وأنا وحدي ليلاً ..

وقد علمت أن معجزتي سوف تثمر عن صبي

ما هي إلا ثلاثة أشهر أخرى وأراه أمام عيني صغير بريء ضعيف

لكم أتمنى أن أظل محتفظة به في داخلي يدفئني وينبض قلبه بداخلي وتحاكي دقات قلبه وحركاته دقات قلبي وارتجافاتي

تأخذني الأفكار وأتساءل هل سأكون أمًا مثالية؟!

أحاول أن أراعي واجبي كأم منذ هذه اللحظات وأحرص دائمًا على ما ينصح به الخبراء من نظام غذائي وأساليب رياضة، حتى معنوياتي أحاول الاحتفاظ بها دائمًا مرتفعة

أحاول الابتعاد عن التلوث قدر الإمكان.. ولكن ما باليد حيلة أين سيذهب الإنسان والتلوث يحاصره من كل مكان

أحاول ألا أرهق نفسي كثيرًا فلكم انتظرت هذه اللحظة التي ينبض فيها بداخلي قلب جديد وأحيا فيها بروحين في كيان واحد

يا سبحان الله كلما تفكرت في هذه المعجزة وكيف لا يلتفت إليها البشر ظننت أن الله خصني أنا دون نساء العالم بهذه المعجزة

ليس معنى تكرار المعجزات أن تفقد قيمتها ولكن تعمى أبصارنا وبصائرنا عن إدراك عظمة ما نرى وننتظر

وكأنه من الطبيعي أو الروتين أن أجد نفسي فجأة منتفخة البطن وبعد عِدة أشهر يصبح لدي كائن صغير دون عناء

إذا كنت أنا المخلوقة وأشعر بعناء هذه المعجزة فكيف بخالق المعجزة وهو ما لا يضيره شيء كيف لا أشكره وأسبحه وأصلي له وأحمده على روعة وجلال منحه لي

اللهم لا تكافئني بشكري ولكن كافئني بكرمك يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام

صارت تأتيني بعض الهدايا من المقربين من لعب وملابس ومستلزمات الطفل

وأراني وأنا أنظر إليها كل ليلة وأتأملها....

يا عمري ....

ما كنا مُدللين إلى هذا الحد عندما كنا صغار

ربما لو كان يسع أهلنا أن يحملوننا بداخل أجفانهم ما تأخروا ولكن هكذا تكون الحياة المترفة مع تقدم الزمان

ولكن رغم كل هذا صغيري تراودني تساؤلات كيف ستكون حياتك وأنت الذي لم تر والدك يومًا حتى أنه صارت بينكم المسافات من قبل أن يعلم هو بمجيئك إلى هذا العالم

هل تراه الآن صغيري بملكوتك؟!

هل تحلم به؟!

هل تشعر بنبضه داخلك كما أشعر أنا؟!

إذًا هلّا أخبرته أنه أوحشني إلى حد أحاول تجاهله حتى لا أفقد طاقتي..

هلا يا صغيري وقد علمت بأنك ستصير صبي ..

برأيك ماهو الاسم الذي تود أن أناديك به؟!

بما أن والدك ترك هذا الخيار إليّ حتى أنه لم يلمح لي عن معنى أو اسم يمكنني الاستعانة به

أعتقد سيكون الأمر محير بعض الشيء

فآسري له اسم مثل الماء إذا أضفت إليه أي اسم أمده بالحياة

فلا مجال أن يكون أي اسم ينطق معه نشاز

أحاول الان البحث وسط المعاني عما يجب أن يناسبك

فأنا أعلم أن لكلٍ نصيب من اسمه فليكن اسمك على مسمى إذن

إلى الآن حائرة ولكن وليكن مما حُمِد أو عُبِد أو حارس أو منذر

لست أدري تحديدًا ولكنني هكذا أحاول حصر نفسي في عِدة خيارات

أتعرف صغيري أحيانًا أخاف وتراودني الشكوك ماذا ستفعل يا قرة عيني لو لم يمتد بي العمر طويلاً؟!

ماذا سيحدث معك لو وافتني المنية وأنت بعد صغير وصرت إلى قرب والدك ولكن بعيدة عنك؟!

الآن فقد أصبحت تراودني رغبتين كلتاهما أقوى من الأخرى كل واحدة منهما تنتزعني انتزاعًا إليها

رغبة البقاء من أجلك صغيري.. والرغبة في الذهاب إلى آسري

مشتاقة وملتاعة والقدر هو ما سوف يحدد أي الرغبتين ترجح كفتها

أبثك روحي يا صغيري فلكم أحببتك وأنت بعدك بداخلي فماذا سوف أفعل إذا ما وجدتك في يوم من الأيام ماثل أمامي!!

:) أظنني لن أتورع عن التهامك من شدة حبي لك

ياااااااااااااال فضل السماء

ربي كيف يسعني أن أشكر نعمتك

ساعدني ربي على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

يا رب أنت كبير يا رب لا تتركني لنفسي طرفة عين ولا أقل من هذا واصلح لي شأني كله يا رب

يا رب

 

مُعجِزات © 2008. Design By: SkinCorner