الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتيتك بخبر جديد يا أجمل صفحاتي

أجل كما كتبت لك في العنوان اشتريت سيارة جديدة صغيرة

حقيقة أنا في قمة سعادتي على الرغم من أنني لا أطيق الزحام والطرقات ولكنني كذلك لا أحتمل عناء المواصلات والانتظار

هذا هو الجديد لدي ورأيت أن تكوني أنت أول من أطلعه على هذا الحدث الرائع بعد عائلتي العزيزة

في الواقع ساهمت معي أمي في مقدمها على أن أسدد أنا أقساطها من راتبي وكذلك أقضي لوالدتي طلباتها التي لا تستطيع الذهاب إليها بمفردها

اللهم إني أسألك خيرها وخير ما صنعت له وأعوذ بك من شرها وشر ما صنعت له

السبت، 18 أكتوبر 2014

وتمضي الأيام

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد طول أيام وشهور؛ سقطتي في يدي من جديد
افتقدتك
وافتقدت بوحي بداخلك
افتقدت احتوائك

وها أنا أعود إليكِ من جديد
ربما يتوجب عليّ ذكر موجز لأيامي الماضية التي قضيتها بعيدًا عنكِ

صغيري تخطى الآن عامه الثالث
يجري ويلعب ويتلاعب بالكلمات
هو نعمة وفرحة ومعجزة وفرج من الله لي

ترقيت في وظيفتي
تقدمت في دراساتي الخاصة
تطورت مهنيًا

بالنسبة لزميلي الذي حكيت لكِ عنه في المرة السابقة فقد أتاه عقد عمل بالخارج ولم أعرف عنه شيء من وقتها

بالنسبة لأخي لازال يبحث عن شريكة حياته

غير أن طريق الحياة انتشلني أو لأقول بالأحرى أنه أنهكني بما لم يدع لي رفاهية الشجن أو الحنين للماضي

-صغيري الآن -والذي أصبح يطلق كلمة "بابا" على والدي
أجل يذكرني طوال الوقت بآسري وخاصة أنه يحمل معظم ملامحه وطيبته ومرحه
غير أنني في الحقيقة لا أنساه كي أتذكره فهو معي أينما كنت

أديت العمرة العام الماضي وأديت له عمرة
أصبح من روتيني الشهري التصدق باسمه
روتيني اليومي الدعاء له وأن يجمعنا الله في الجنة

قلّ إلحاح المعارف والأهل والأصدقاء فيما يخص ابتدائي لحياة جديدة
وإن لم ينعدم على الإطلاق

أجل أصبحت امرأة عملية..مسئولة
بالكاد أذكر تلك الصغيرة البريئة الحالمة التي كنتها

الاحتكاك بالبشر دائمًا ما يترك بداخلنا إضافات، وندبات كذلك فتتشكل ملامح شخصياتنا بطريقة لم نكن نتصورها من قبل

أتعلمين!! عندما أتصفح صفحاتك القديمة.. أقف لأتأمل.. وأغمض عيني وأتذكر

..لقد كنت هناك

حقًا

كنت هناك

أين تظنني ذاهبة والعالم كله بدونك سواء!

إلى لقاء

السبت، 25 مايو 2013

إلى الجنة جدتي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم أكن لأتخيل نفسي في يوم وأنا أخط هذه الكلمات

اللهم اجعل مثواها الجنة يا رب العالمين

أسألكم الدعاء والفاتحة

جدتي

الخميس، 25 أبريل 2013

ماذا أفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مفكرتي العزيزة التي أغيب عنها كثيرًا وأبدًا وتتحملني دائمًا

إنه يقول بابا...
بقدر سعادتي بسماع هذه الكلمة بقدر ألمي لها
أصبح صغيري الآن على أعتاب العام ونصف العام وأسمعه وهو يكرر كلمة بابا ويخطو أولى خطواته الغير ثابتة.. كم كنت أتمنى أن تلتقفه يداك يا عزيزي

لعل الله يجمعنا بك في جنات الخلد آمنين يا رب العالمين، ادع لي الله أن يعينني ويقويني على هذه المسئولية التي بين يدي

في الأسبوع الماضي أتت إلى مكتبي رئيسة القسم الذي أعمل فيه.. فاتحتني بموضوع لست أدري كيف أبت فيه؛ ما بين اندفاع الأمومة الجامح وبين ترقب وحذر الأرملة التي أصبحتها، أخذت أقلب الأمر في رأسي وأستشير من حولي ما بين مؤيد ومعارض

أخبرتني بأن رئيس قسم آخر بالمؤسسة -التي أعمل بها- ويبلغ من العمر 43 عام -أي يكبرني بـ 20 عامًا- توفيت زوجته منذ ما يزيد عن شهر عقب عملية ولادة متعثرة أسفرت عن وفاتها، بعد أن دام زواجهما لمدة عشرة أعوام دون إنجاب .. كما أخبرتني بتفاصيل كثيرة عن هذا الأمر

المهم في الموضوع ليس كما توارد لذهني في بادئ الأمر وهو أنه يريد أن يتزوج

ولكنه في الحقيقة لا يريد أن تحل أي امرأة محل زوجته -التي دام الود بينهما مدة عشرة أعوام رغم عدم قدرتهما على الإنجاب وعندما رزقهم الله طفلة فقد هو زوجته- ولكن الأمر يكمن في الطفلة نفسها فزوجته لم تكن لها أخوات كما توفي والداها منذ أعوام ولها شقيقين مسافران خارج البلاد وهو له شقيقة ولكنها كبيرة السن لا تقوى على رعاية طفلة

الأمر أن ابنة خالة زوجته كانت متكفلة برعاية الطفلة الفترة السابقة ولكنها اضطرت للتخلي عن هذه المسئولية بسبب مشاكل أسرية طالتها من جراء إهتمامها بالطفلة

استمعت إلى رئيستي في تململ -بعض الشيء- سعيًا وراء السطر الأخير من القصة

لأجدها تطلب مني أن أعتني بالطفلة كابنة لي في جزء من يومي وسيساعدني على ذلك كون لدي طفل رضيع
سألتها ولماذا لا يرسل في طلب مرضعة لطفلته
فأخبرتني بأنه لا يثق في المرضعات وكيفية معاملتهن للأطفال، وكيف سيتركها لها أثناء عمله وحدها بالمنزل
كما أخبرتني بشيء في الواقع لم يريحني وهو أنه غير حافل بالطفلة لاعتقاده بأنها السبب وراء وفاة زوجته والتي كانت مُصرة على أن تحقق لقب الأم والأب لهما

طلبت منها مهلة للتفكير في الأمر فإنه مسئولية كبيرة
وأكدت هي لي بأنني لن أتحمل أية أعباء مادية بل وإنني سوف لن أضطر لاستضافة الطفلة في منزلي لأنه يسعى لتسجيلها في حضانة المؤسسة أثناء النهار وسيمر ليأخذها مني عند المغرب كي تبيت لديه؛ فقد علمته قريبة زوجته كيف يعتني بنظافة الطفلة
وأخبرتني بأن دوري سوف ينحصر على الاهتمام بإطعام الطفلة ومتابعة تطعيماتها

في الواقع استغربت الأمر كثيرًا ولماذا أنا وهممت بالرفض لكنها أصرت علي في المهلة بأن أفكر وأستشير من حولي

وبالفعل عدت في ذلك اليوم لوالدتي وأخبرتها بالأمر وسألتها عما يجب أن أفعل وحمستني هي في البداية لما قالته عن عظيم الأجر الذي ينتظرني من الله في مقابل هذا العمل
ولكنها بعد أن فكرت مليًا شعرت بأنها هي الأخرى غير متحمسة للأمر وتتساءل وما فيها بأن يستأجر للطفلة مرضعة حتى تعتني بالطفلة طوال اليوم وتخوفَت من أن يكون ينتوي ترك الطفلة لمن يرعاها بعيدًا عنه ليباشر حياته دون ضغوط وفي نفس الوقت دون الشعور بالذنب تجاه ابنته

استيقظت في اليوم التالي على طرقات بابي .. فتحت لأجده أخي الذي عرف بالأمر من والدتي في الصباح فلم يمهل نفسه حتى الظهيرة أو عفى نفسه من عناء المشوار بأن يتصل بي عبر الهاتف ولكنه آثر أن يأتيني من فوره للحديث عن هذا الأمر -الجلل- الذي أنا بصدده والذي سوف يضر بسمعتي -على حد قوله- وكيف ولماذا ووو!!!

في الواقع صدمت من ثورته الغير مبررة وماذا في الأمر لكل هذا وهل أنا من الأساس وافقت كي تثور ثورته هكذا!! وبأي حق يثور عليّ من الأساس!!

تعجبت لموقفه في الواقع.. وشكرته على اهتمامه ورأيه في الأمر وودعته لدى الباب وذهبت لأبدل ثيابي وصغيري.. وخرجت مع قرة عيني إلى حديقة؛ لأنعم بالهواء النقي والطبيعة المريحة للأعصاب بعدما لقيته في أول يومي من صباح "رائع"

بالحديقة جلست وأمامي صغيري يلعب بجوار عربته .. يتشبث بثيابي ليقف رافعًا إليّ ذراعيه لأحتضنه.. فأرفعه إلي وأحتضنه بقوة وأفكر..

كيف أكون غليظة القلب إلى هذا الحد فأرفض ضم هذه اليتيمة التي لم ترى والدتها قط المتعطشة لحضن أم يرعاها وهي بعد قطعة لحم حمراء لم تكتسب من الحياة أية ملوثات.. فما الذي يخيفني في الأمر منها؟!!
فكرت وتساءلت ولماذا لا أكفلها وتكون أختًا لصغيري يمرحان معًا وينشغلان معًا عن الإحساس باليتم
ورعدت في أذني صيحات شقيقي العزيز وهو يرفض الأمر ويملي عليّ النصائح "الأوامر" بهذا الخصوص

كانت عطلة نهاية الأسبوع.. قررت العودة إلى المنزل لإكمال مهامي المنزلية وتأجيل التفكير بهذا الأمر إلى وقت لاحق

عدت للبيت وأخذت أتشاغل عن الأمر بمتطلبات ومهام حياتي اليومية إلى أن جاءني اتصال من خطيبة أخي -لم أكن قد أخبرتكِ مفكرتي بأن أخي عقد قرانه على جارتنا التي أخبرتك عنها سابقًا وأنهما يستعدان للزواج خلال بضعة أشهر- أخبرتها بما حدث وأخبرتني بأن شقيقي كان قد ذكر لها خطوط عريضة عن الموضوع ولكنها لم تفهم منه شيئًا كما اخبرتني بألا أتضايق من كلماته فهو يحبني ويخاف عليّ ولا يحب أن يسمع عني شيء يمسني وهذا ما دفعه للتحدث بهذه الطريقة وأنه هو من طلب منها بأن تطيب خاطري وأن تكلمني بشأن هذه الرضيعة وتحذرني من الأمر

ولكنها اكتفت بإخباري أن أفعل ما يمليه عليّ ضميري كأم لطفل يتيم وأن أستخير الله في هذا الأمر والله يفعل الخير.. شكرتها وانتهت المكالمة ولم تنتهي حيرتي
عدت للعمل في بداية الأسبوع وتجاهلت الموضوع كما لو لم يكن وانشغلت في عملي إلى أن فاتحتني رئيستي في العمل مرة أخرى بالأمس تتعجلني الرد فأخبرتها بأنني قد استخرت الله ولست أدري ماذا أفعل وبالطبع لا توجد مشكلة بأن أهتم بطفلة يتيمة منذ بداية الأسبوع القادم

ولست أدري هل ما فعلته صواب أم خطأ
ماذا تعتقدين يا مفكرتي العزيزة؟!! أفيديني

السبت، 13 أكتوبر 2012

جراءة وحلم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أية جراءة هذه!!!
بداية ألقي التحية عليكِ يا مفكرتي العزيزة الغالية التي تتحملني في جميع أوقاتي والتي لم أحدثها منذ ما يقرب من خمسة أشهر أعتذر إليك بشدة

أجل أتيت اليوم لأحدثكِ عن جراءة أحدهم أو إحداهن -لتحري الدقة-

تعلمين عزيزتي بأن صغيري الآن أصبح في شهره الثامن أصبح في أجمل فترات حياته وحياتي إنه يستجيب لي سريعًا كم أحب هذا المخلوق المرح الصغير الشقي يجعل حياتي أسهل كثيرًا

منذ عدة أيام اتصلت بي إحدى صديقاتي القداما لتسأل عن أحوالي وكيف تسير الحياة معي.. وبعد السلامات وخلافه بدأت تعطي مقدمات عن سبب اتصالها الأساسي

هل تتخيلي معي أنها تسعى للعب دور الخاطبة!! ولمن!! لشخص يكبرني بخمسة عشر عامًا ومطلق وله عمل متواضع بالإضافة إلى ذلك فهو مُدخن يقضي أوقات فراغه في الملاهي الليلية!!!

سوف أغفر لها كونها لا تعلم أنني لا أنتوي الزواج مطلقًا مجددًا وسوف أكرس حياتي لصغيري

ولكنني أتعجب كيف هداها تفكيرها أن تعرض عليّ عرض كهذا حتى وإن كنت أنتوي الزواج!!! كيف هداها تفكيرها كيف؟!!

بالطبع ابتسمت ابتسامة باهتة بداخلي وشكرتها على سعيها المحمود وأكدت عليها عدم المحاولة في هذا الاتجاه مرة أخرى لأنني لا أنتوي تغيير رأيي بهذا الخصوص.. وإن كادت الكلمات القفز عبر شفتاي لتسألها بنبرة حادة "وإن كنت.. ألا تحسني الاختياااااااار؟!!!"

هناك حقًا دببة تقتل أصحابها

بغض النظر عن هذا الجزء فقد أصبحت أكثر تقبلاً للحياة عن ذي قبل

أرى الدنيا من جديد بمنظور صغيري سعيت جاهدة وحصلت على عمل مناسب لمؤهلي

أترك صغيري لدى والدتي أول النهار وأعود لآخذه بعد العصر بدأ في تناول بعض الأطعمة المناسبة لعمره

ولكن لدي جديد اليوم

إنه أخي

أجل أخي

أعلم أنني لم أحدثكِ عنه من قبل فلقد كان مسافرًا يعمل في بلد أجنبي منذ أكثر من سبعة أعوام ولكنه عاد منذ عدة أيام

إنه يبحث عن شريكة لحياته بعد كل ما لاقاه من عناء في عمله وغربته.. يريد أن يأخذ نفحة أصلية من رحيق وطنه لتكون عونًا له في عالم خال من المشاعر

سلوى

أجل انها ابنة جارتنا في منزل والدي 
هي أول من خطرت على ذهني
رقيقة إلى أبعد الحدود متحملة متدينة على قدر من الجمال.. تعثرت في دراستها شيئًا ولكن هذا لا يمنع كونها ذكية ومثقفة

يتيمة الأم
كثيرًا ما كانت تقضي معنا بعض الأوقات عندما كنا صغارًا وكنا نصنع معًا زينة الأعياد

تكتمت الأمر إلى أن أتأكد من انطباعها عن الموضوع من طرف خفي
وذهبت إلى منزل والدتي وأطللت من نافذة المطبخ لأجدها جالسة في العصاري كما كانت عادتها تقرأ كتاب في شرفة غرفتها الخلفية وحولها قصاري النباتات التي تهتم بها منذ زمن حتى عرشت على جدران وسور النافذة بطريقة خلابة تجعلك تتخيل أنها من عصر هارون الرشيد بهذه الوسادة التي تتكئ عليها أثناء جلوسها

رأيتها هكذا وكانت منهمكة في القراءة فلم تلحظني فقررت استخدام وسيلتنا القديمة في النداء على بعضنا البعض والتي كنا قد استوحيناها من قصة "شجرة اللبلاب" فأخذت أحرك الحبل المربوط في "السبت" الذي عقدنا بطرفه جلاجل لتنتبه لوجودي

وقد فعلت

فأشرت لها أنني سوف آتيها لنجلس على سطوح منزلهم فأومأت موافقة وذهبت

وسوف أكمل لكِ في يوم آخر يا مفكرتي العزيزة فصغيري يريدني الآن ولا يسعني التأخر عليه

كم أحبكِ

السبت، 19 مايو 2012

وُلد الهُدى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لا أتصور حقيقة هذا الشعور

هو مزيج غريب بين السعادة الهادئة والشجن الممزوج بالأمل والاشتياق والحنين لكل شيء ماضٍ وآت

أجل لقد حدث بالفعل منذ ثلاثة أشهر وقد وضعت هذا الكائن "صغيري الضعيف" معجزتي التي وهبها الله لي

وشعرت حقًا وبعد مرور ثلاثة أشهر أنني ملكت الكون بهذا الكيان الضعيف الذي يحتضنني وهو لا يدري بعد من أنا

أجل إنها أنا أمك التي حملتك بداخلها تسعة أشهر إلى أن اكتملت وخرجت لهذه الدنيا بتمطعاتك الرقيقة وصيحاتك الخافتة

أطيل النظر إليه كثيرًا فهو لازال هذا الكيان الرقيق الذي لا يصدر ضجيجًا وصراخًا هائلاً

ربما نائم أغلب الوقت

كم أحبه كثيرًا

وكم يزداد عليّ الشوق والشجن فأجدني أتحسسه وأنا غارقة في دموع ليس لها آخر ولست أدري تحديدًا سببها

منذ بداية الشهر التاسع وربما من نهاية الثامن بدأت في تجهيز حقيبة الولادة

وضعت بها كل ما سأحتاج إليه في ذلك اليوم

من حفاضات للكبار "ستلزمني بعد الولادة مباشرة" وحفاضات للصغير وقطن وكحول


وملابس قطنية لصغيري ولي وهذا ما سأحتاج إليه فلن أمكث العمر كله في المشفى



وبعد الولادة بليلة عدت إلى منزلي متعبة "تعتبر وصف ضئيل أمام ما كنت أشعر به" بالطبع والدتي ظلت معي في ذلك اليوم ووالدي 


فأنا رفضت العودة إلى منزل والدي للبقاء لديهم مدة الأربعين يوم التي تلي الولادة؛ فقصر آسري يجب أن يكون أول من يستقبل الوافد الجديد

بالطبع لم أكن في رحلة صيفية طيلة هذه الأشهر الثلاث ولكن تأخري عليكِ في الكتابة يا مفكرتي العزيزة كان من شدة ارهاقي مع صغيري وحاجته لي طيلة الوقت فهو إما نائم وبحاجة لمن ينتبه له أو يحتاج للغذاء أو يريد تغيير حفاضاته حقًا لم أجد وقت كافٍ للكتابة لكِ

بعد مرور ثمانية أيام على الولادة سقطت بقايا الحبل السري
وبدأ في تغيير ملامحه شيء فشيء

مع بداية الشهر الأول اتضح "حيوان العين" البؤبؤ واتضحت ملامح النني وبدأ في ملاحقة حركاتي ولكن متأخرًا قليلاً عن حركتي

في نهاية الشهر الثاني بدأ يناغيني ويضحك ويبدي بعض الادراك لما حوله "ليست مجرد نظرات فارغة"

يفرح كثيرًا عندما أبدأ بسكب المياه عليه للاستحمام

يجعلني ساهرة طيلة الليل من بكاؤه الذي نادرًا ما ينقطع منذ الثانية صباحًا وحتى السادسة

أكون في قمة سعادتي عندما أجده جالس هادئ يتأمل المكان من حوله وهو يتحرك حركات لا إرادية كمن يريد العوم في الهواء

أجل أسميته محمد

لعل يجعل الله له من اسمه نصيب

بمجرد سماعه لصوت الآذان وحتى لو كان في أوج صياحه وبكاؤه أجده وقد انتبه وسكت تمامًا واسترق السمع حتى ينتهي المؤذن ثم يواصل صياحاته بعدها ^_^ كمن كان يعقد هدنة مع الزمن

أحبه كثيرًا وأنا أراه يكبر أمامي يومًا بعد يوم وهو يحمل كثير من ملامح والده -آسري- الأمر الذي يجعل قلقي يزداد بخصوص تعلقي به ربما أتلف ذلك تربيتي الصحيحة له ولكن سأحاول الوقوف على الحياد في ذلك الأمر

بالطبع زارني كل المعارف والأهل والأصدقاء ولاحظوا كذلك الشبه الواضح لمولودي من والده لعله يشبه صفاته كذلك

وأنا اتأمله وهو نائم وأسرح في اليوم الذي سوف أزف إليه عروسه بارك الله لي في عمرك يا صغيري وجعلك بار ومهتد اللهم آمين وجعلك خلف صالح لوالدك الصالح

أحبك

الخميس، 26 يناير 2012

صابرة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سأظل صابرة حبيبي
سأظل صابرة صغيري

هكذا هي الحياة

لا تعطينا كل شيء
ولكنها تعطينا بيد وتأخذ باليد الأخرى

هل تعلم صغيري أنني رغم رغبتي الشديدة بالاحتفاظ بك بداخلي أشتاق لرؤياك كثيرًا

أشتاق كل الشوق لسماع صوتك، كلامك، مشاكلك مع أصدقائك
اليوم الذي تأتيني فيه وتقص عليّ عن هذه الفتاة التي طار بها عقلك وتود الارتباط بها

وأفكر صغيري كيف ستكون
أتمناك تشبه والدك "آسري" فلكم كانت ملامحه طيبة
لكم كانت صفاته وروحه حنونة 

لقد كان حقًا رجلاً
لم يكن بحاجة لكلام ليكون كالعقد
لقد كانت نظراته عقد
لقد كانت إيماءاته عقد

لقد افتقدته كثيرًا 

افتقدتك يا أملي الوحيد
عندما أنام لأحلم بصورتك معي وأنت تحمل صغيرنا

لست أدري كيف سأصف له الأيام التي قضيتها معك!! كيف سأصور له كل هذا الحب والحنان
أعتقد لا توجد كلمات تستطيع وصفك 

أحدثك ليلاً.. أراك دائمًا، وأجدني أحتضن نفسي وجنيني، أضمني بشدة.. وأسمع صوتك بأذني.. فأبكي.. حتى أظن أنه لم تعد لدي دموع، فأحاول تهدئة نفسي خوفًا على جنيني

إنه يتحرك كثيرًا حبيبي
جعلني لست بقادرة على الخروج كثيرًا.. فكثيرًا ما أحتاج للذهاب إلى الحمام بسبب ضغطه على المسانة -_-

بقى فقط قرابة الشهر وينير دنيتنا حبيبي
فقط شهر
مجرد شهر

ليته يظل أكثر فإنه يشعرني بالآمان
أخاف من الغد.. إذا كبر وتركني
أحاول مجاهدة نفسي حتى لا يصير حبي له جنونيًا وحب امتلاك
يجب أن أكون متزنة أكثر من ذلك

أحيانًا أذهب لمستشاري النفسي
تخيل حبيبي لقد حذرني من شيء لم أكن أتخيله يومًا

اكتآب ما بعد الولادة
حذرني إذا ما شعرت بأي مشاعر سلبية تجاه وليدي ألا أتلكأ في استشارته فورًا

كيف يتخيل أن أحمل أنا مثل هذه المشاعر لمن انتظرته طويلاً؟!
أتمنى ألا أشعر بهذا الشعور أبدًا

يبدو أنني سوف أختار له اسم محمد يا عمري
أعتقده سيصير اسم جميل ومحبوب
كما أتمنى أن يكون هو محمد الصفات والأخلاق

هل راق لك الاسم حبيبي أم أن لك رأي آخر؟
سأنتظر ردك في منامي إذًا

ادع لي حبيبي أن تمر أيامي القادمة بسلام
فلقد أوحشتني كثيرًا

يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اللهم اصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين ولا لأحد من الناس
اللهم آمين

 

مُعجِزات © 2008. Design By: SkinCorner