السبت، 19 مايو 2012

وُلد الهُدى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لا أتصور حقيقة هذا الشعور

هو مزيج غريب بين السعادة الهادئة والشجن الممزوج بالأمل والاشتياق والحنين لكل شيء ماضٍ وآت

أجل لقد حدث بالفعل منذ ثلاثة أشهر وقد وضعت هذا الكائن "صغيري الضعيف" معجزتي التي وهبها الله لي

وشعرت حقًا وبعد مرور ثلاثة أشهر أنني ملكت الكون بهذا الكيان الضعيف الذي يحتضنني وهو لا يدري بعد من أنا

أجل إنها أنا أمك التي حملتك بداخلها تسعة أشهر إلى أن اكتملت وخرجت لهذه الدنيا بتمطعاتك الرقيقة وصيحاتك الخافتة

أطيل النظر إليه كثيرًا فهو لازال هذا الكيان الرقيق الذي لا يصدر ضجيجًا وصراخًا هائلاً

ربما نائم أغلب الوقت

كم أحبه كثيرًا

وكم يزداد عليّ الشوق والشجن فأجدني أتحسسه وأنا غارقة في دموع ليس لها آخر ولست أدري تحديدًا سببها

منذ بداية الشهر التاسع وربما من نهاية الثامن بدأت في تجهيز حقيبة الولادة

وضعت بها كل ما سأحتاج إليه في ذلك اليوم

من حفاضات للكبار "ستلزمني بعد الولادة مباشرة" وحفاضات للصغير وقطن وكحول


وملابس قطنية لصغيري ولي وهذا ما سأحتاج إليه فلن أمكث العمر كله في المشفى



وبعد الولادة بليلة عدت إلى منزلي متعبة "تعتبر وصف ضئيل أمام ما كنت أشعر به" بالطبع والدتي ظلت معي في ذلك اليوم ووالدي 


فأنا رفضت العودة إلى منزل والدي للبقاء لديهم مدة الأربعين يوم التي تلي الولادة؛ فقصر آسري يجب أن يكون أول من يستقبل الوافد الجديد

بالطبع لم أكن في رحلة صيفية طيلة هذه الأشهر الثلاث ولكن تأخري عليكِ في الكتابة يا مفكرتي العزيزة كان من شدة ارهاقي مع صغيري وحاجته لي طيلة الوقت فهو إما نائم وبحاجة لمن ينتبه له أو يحتاج للغذاء أو يريد تغيير حفاضاته حقًا لم أجد وقت كافٍ للكتابة لكِ

بعد مرور ثمانية أيام على الولادة سقطت بقايا الحبل السري
وبدأ في تغيير ملامحه شيء فشيء

مع بداية الشهر الأول اتضح "حيوان العين" البؤبؤ واتضحت ملامح النني وبدأ في ملاحقة حركاتي ولكن متأخرًا قليلاً عن حركتي

في نهاية الشهر الثاني بدأ يناغيني ويضحك ويبدي بعض الادراك لما حوله "ليست مجرد نظرات فارغة"

يفرح كثيرًا عندما أبدأ بسكب المياه عليه للاستحمام

يجعلني ساهرة طيلة الليل من بكاؤه الذي نادرًا ما ينقطع منذ الثانية صباحًا وحتى السادسة

أكون في قمة سعادتي عندما أجده جالس هادئ يتأمل المكان من حوله وهو يتحرك حركات لا إرادية كمن يريد العوم في الهواء

أجل أسميته محمد

لعل يجعل الله له من اسمه نصيب

بمجرد سماعه لصوت الآذان وحتى لو كان في أوج صياحه وبكاؤه أجده وقد انتبه وسكت تمامًا واسترق السمع حتى ينتهي المؤذن ثم يواصل صياحاته بعدها ^_^ كمن كان يعقد هدنة مع الزمن

أحبه كثيرًا وأنا أراه يكبر أمامي يومًا بعد يوم وهو يحمل كثير من ملامح والده -آسري- الأمر الذي يجعل قلقي يزداد بخصوص تعلقي به ربما أتلف ذلك تربيتي الصحيحة له ولكن سأحاول الوقوف على الحياد في ذلك الأمر

بالطبع زارني كل المعارف والأهل والأصدقاء ولاحظوا كذلك الشبه الواضح لمولودي من والده لعله يشبه صفاته كذلك

وأنا اتأمله وهو نائم وأسرح في اليوم الذي سوف أزف إليه عروسه بارك الله لي في عمرك يا صغيري وجعلك بار ومهتد اللهم آمين وجعلك خلف صالح لوالدك الصالح

أحبك

 

مُعجِزات © 2008. Design By: SkinCorner