الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

يا من بداخلي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ما بين، الجرجير والأوراق الخضراء والفواكه -وخاصة الموز والبلح والتفاح والموالح- واللحوم وقدر من النشويات والمكسرات، أحيا



هذا ممنوع، هذا مفضل، برجاء الابتعاد عن تناول الحلبة أو القرفة أو الجنزبيل حتى لا يتضرر الحمل

لا تجلسي بجوار مُدخن.. حاولي الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص المرضى؛ فإن أخطر شيء أثناء الحمل هو الإصابة بالحمى.. فحاولي تجنب الإصابة بنزلات البرد

حاولي ألا تجهدي أعصابك.. وحاولي أن تسترخي، ولا تفكري في أشياء تضايقك.. يمكنك أن تصلي كثيرًا كما تشائين.. وكذلك يمكنك النوم وقتما شئتِ، ولكن لا تنسي نوم الليل أفضل من نوم النهار

عندما تذهب نفسك إلى شيء لا تتأخري عن تناوله فهذه نداءات يطلقها جسدك عن الشيء الذي ينقصه

الطبيعة الطبيعة الطبيعة.. حاولي الابتعاد عن صخب المدينة والتلوث والإلكترونيات والإشعاعات وهذه الملوثات التي سوف تضرك قبل أن تضر بالجنين

***
كل هذه نصائح وهتافات أسمعها كل يوم ممن هم مقربين مني.. أجل أحفظها عن ظهر قلب وأعرفها وأطبقها.. ولكن ماذا أفعل؟! أعرف أنهم يبحثون عن مصلحتي.. ولذلك أتظاهر دائمًا بالاهتمام لحديثهم رغم أنني أعرفه وقد سمعته مرارًا وتكرارًا

أصبحت في شهري السابع وقد نصحتني الطبيبة بالمشي كلما أُتيحَت لي الفرصة مع الالتزام بعد إجهاد نفسي في المشي

أحيانًا أذهب لأتمشى مع ابنة صديق والدي وأحيانًا مع والدتي وفي أحيان أخرى مع والدة آسري -فقد لحقت شقيقته الصغرى بزوجها - إلى إحدى دول الخارج التي يعمل بها- بعد أن وَكَّل والده لكتب كتابه عليها- مع العلم أن شقيقته الثانية تقطن مع زوجها بمحافظة بعيدة عنا وتأتي لزيارتنا في الأعياد

وفي ذات يوم خرجت مع ابنة صديق والدي وأخذنا نتبادل الذكريات والموضوعات وعن كيفية معرفتها بزوجها وعن معاناتها أثناء حملها في ابنها وعن التجارب التي مرت بها، وتطرق الحديث لشقيقها -رحمه الله- وأصبحت تحدثني أنهم رغم فارق السن بينهم إلا أنه كان دائمًا يعتبرها صديقه الوفي الذي لا يخف أحدهما شيء عن الآخر

وأخبرتني كيف أنه حقًا كان كثير التفكير فيّ وأنها كانت تظنه تفكير عابر ولكنه لم يتغير يومًا وأنها رغم كل شيء كانت لا ترتاح إليّ لغيرتها على شقيقها الذي طوال الوقت يفكر فقط في واحدة وهي لا تعلم عن تفكيره شيء

بالطبع كانت لحظات صراحة وانفتاح ولم تكن أيًا منا تهدف لتقليب الماضي في شيء



ولكنها أخبرتني أن قلبها فقط بدأ يحن إليّ عندما علمت بما حدث لي عقب الحادث -رغم حزنها وقهرها وصدمتها إلا أنها بعدها- بدأت تشفق عليّ بطريقة غير طبيعية وشعرت أنني بمثابة أختها التي لم تلدها أمها -وللحق كذلك شعرت أنا- ومن وقتها أصبحت تسعى بشتى الطرق لإسعادي وكانت هي السبب في زواجي من آسري

ولكن من الواضح أنه كل من يقترب مني يلاحقه الأجل.. هكذا كانت إجابتي على كلامها وأخذنا في الضحك وتغيير الموضوعات.. ومَن بداخلي يحاول مشاركتنا حواراتنا من وقت لآخر بحركاته الانفعالية التي أحيانًا تقلقني

أصبح يتغير شكل بطني من وقت لآخر فأحيانًا أجدها بشكل وبعد يومين أجد شكلها اختلف وأعتقد أن من بداخلي يظن نفسه في "ساونا" ويأخذ في التمطع واللعب كيفما يشاء.. حسنًا فليأخذ راحته غدًا يخرج إليَّ وأريه كيف يسبب لي هذا الإزعاج كل فترة

أحيانًا يصعقني بعض ألم في ظهري من وقت لآخر وأرجعه لجلستي ربما تكون خاطئة

عندما تزداد تحركات هذا الشقي بداخلي أجدني أنادي على من هم حولي وأدعوهم لتحسس هذا الانتفاخ الجميل والذي يحاول ركل أمه وهو بداخلها فأشعر أحيانًا أنني وعاء وبه كرة تتأرجح هنا وهناك
هيا يا صغيري هي اخرج لأراك لقد اشتقت إليك على رغم من إشفاقي على اللحظة التي سألدك فيها حقًا أحيانًا أشعر برهبة عارمة كلما مضت الأيام واقتربت شهوري الأخيرة وتذكرت أنني سأتألم إلى حد الموت

سأحيا من جديد معك ومن أجلك صغيري فحاول ألا ترهقني وكن رحيمًا بأمك

اللهم احفظ لي ما في بطني واجعله بارًا تقيًا ولا تجعله سفيهًا شقيًا

اللهم سهل ساعتي وهدئ روعتي

اللهم آمين يا رب العالمين

يا من بداخلي أفتقدك

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

يا رب


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآن وأنا في شهري السادس -وقد كبر محيط بطني إلى أن قارب المائة سنتيمتر- أشعر بالآمان وبالسعادة كلما أحسست بهذه المعجزة وهذا الكائن الضعيف وهذه الروح الوهنة بداخلي تتحرك وتعطيني إشارات بأنها تساندني الحياة وأنها لازالت هنا تسأل عني

هذه المداعبات التي تؤنس وحدتي النفسية وإن لم تكن وحدتي في المحيط من حولي

تراودني الأفكار هنا وهناك وأنا وحدي ليلاً ..

وقد علمت أن معجزتي سوف تثمر عن صبي

ما هي إلا ثلاثة أشهر أخرى وأراه أمام عيني صغير بريء ضعيف

لكم أتمنى أن أظل محتفظة به في داخلي يدفئني وينبض قلبه بداخلي وتحاكي دقات قلبه وحركاته دقات قلبي وارتجافاتي

تأخذني الأفكار وأتساءل هل سأكون أمًا مثالية؟!

أحاول أن أراعي واجبي كأم منذ هذه اللحظات وأحرص دائمًا على ما ينصح به الخبراء من نظام غذائي وأساليب رياضة، حتى معنوياتي أحاول الاحتفاظ بها دائمًا مرتفعة

أحاول الابتعاد عن التلوث قدر الإمكان.. ولكن ما باليد حيلة أين سيذهب الإنسان والتلوث يحاصره من كل مكان

أحاول ألا أرهق نفسي كثيرًا فلكم انتظرت هذه اللحظة التي ينبض فيها بداخلي قلب جديد وأحيا فيها بروحين في كيان واحد

يا سبحان الله كلما تفكرت في هذه المعجزة وكيف لا يلتفت إليها البشر ظننت أن الله خصني أنا دون نساء العالم بهذه المعجزة

ليس معنى تكرار المعجزات أن تفقد قيمتها ولكن تعمى أبصارنا وبصائرنا عن إدراك عظمة ما نرى وننتظر

وكأنه من الطبيعي أو الروتين أن أجد نفسي فجأة منتفخة البطن وبعد عِدة أشهر يصبح لدي كائن صغير دون عناء

إذا كنت أنا المخلوقة وأشعر بعناء هذه المعجزة فكيف بخالق المعجزة وهو ما لا يضيره شيء كيف لا أشكره وأسبحه وأصلي له وأحمده على روعة وجلال منحه لي

اللهم لا تكافئني بشكري ولكن كافئني بكرمك يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام

صارت تأتيني بعض الهدايا من المقربين من لعب وملابس ومستلزمات الطفل

وأراني وأنا أنظر إليها كل ليلة وأتأملها....

يا عمري ....

ما كنا مُدللين إلى هذا الحد عندما كنا صغار

ربما لو كان يسع أهلنا أن يحملوننا بداخل أجفانهم ما تأخروا ولكن هكذا تكون الحياة المترفة مع تقدم الزمان

ولكن رغم كل هذا صغيري تراودني تساؤلات كيف ستكون حياتك وأنت الذي لم تر والدك يومًا حتى أنه صارت بينكم المسافات من قبل أن يعلم هو بمجيئك إلى هذا العالم

هل تراه الآن صغيري بملكوتك؟!

هل تحلم به؟!

هل تشعر بنبضه داخلك كما أشعر أنا؟!

إذًا هلّا أخبرته أنه أوحشني إلى حد أحاول تجاهله حتى لا أفقد طاقتي..

هلا يا صغيري وقد علمت بأنك ستصير صبي ..

برأيك ماهو الاسم الذي تود أن أناديك به؟!

بما أن والدك ترك هذا الخيار إليّ حتى أنه لم يلمح لي عن معنى أو اسم يمكنني الاستعانة به

أعتقد سيكون الأمر محير بعض الشيء

فآسري له اسم مثل الماء إذا أضفت إليه أي اسم أمده بالحياة

فلا مجال أن يكون أي اسم ينطق معه نشاز

أحاول الان البحث وسط المعاني عما يجب أن يناسبك

فأنا أعلم أن لكلٍ نصيب من اسمه فليكن اسمك على مسمى إذن

إلى الآن حائرة ولكن وليكن مما حُمِد أو عُبِد أو حارس أو منذر

لست أدري تحديدًا ولكنني هكذا أحاول حصر نفسي في عِدة خيارات

أتعرف صغيري أحيانًا أخاف وتراودني الشكوك ماذا ستفعل يا قرة عيني لو لم يمتد بي العمر طويلاً؟!

ماذا سيحدث معك لو وافتني المنية وأنت بعد صغير وصرت إلى قرب والدك ولكن بعيدة عنك؟!

الآن فقد أصبحت تراودني رغبتين كلتاهما أقوى من الأخرى كل واحدة منهما تنتزعني انتزاعًا إليها

رغبة البقاء من أجلك صغيري.. والرغبة في الذهاب إلى آسري

مشتاقة وملتاعة والقدر هو ما سوف يحدد أي الرغبتين ترجح كفتها

أبثك روحي يا صغيري فلكم أحببتك وأنت بعدك بداخلي فماذا سوف أفعل إذا ما وجدتك في يوم من الأيام ماثل أمامي!!

:) أظنني لن أتورع عن التهامك من شدة حبي لك

ياااااااااااااال فضل السماء

ربي كيف يسعني أن أشكر نعمتك

ساعدني ربي على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

يا رب أنت كبير يا رب لا تتركني لنفسي طرفة عين ولا أقل من هذا واصلح لي شأني كله يا رب

يا رب

الخميس، 6 أكتوبر 2011

بعد خمسة أشهر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بعد خمسة أشهر على هذا الحدث الجديد أشعر أن الحياة بدأت تظهر لي ألوان أخرى على ساحتها فقد اتسعت لألوان قوس قزح وودعت إلى حد ما اللون الرمادي بدرجاته

بالطبع لم يسعني الاحتفاظ بالخبر عندما علمت به وأخذت أنشره هنا وهناك

وقد كان هناك من فرح كثيرًا لسماع هذا الخبر

ولكن لعجبي!! هناك من وقع عليهم الخبر وقعة لم أكن أتصورها؛ فرأيت في أعينهم نظرة عدم الرضا.. أو الأسف!!!

عجبت لذلك في البداية إلى أن وجدت والدتي "والدة زوجي الغالي" تأتيني في ليلة إلى غرفتي وتطلب الحديث معي

بالطبع رحبت بها فهي دائمًا تعاملني كأمي وأنا كذلك أعاملها كواحدة من بناتها

ما عجبت له.. وأستطيع أن أقول أنني صُدمت أو صعقت بمعنى أقرب

وجدتها متأثرة جدًا -ولست أدري تحديدًا فيما كانت تفكر قبل أن تنطق هذا الكلام أو ما الذي ترمي إليه من خلاله هل تختبرني أم ماذا؟!

قالت لي "يا ابنتي أنتي لازلتِ صغيرة السن، جميلة، وخلوقة وكثيرين هم من يتمنونكِ زوجة..ابنتي إنني ما أقول لكِ هذا إلا لقلقي عليكِ ولكن...هل تدركين حجم المسئولية التي ستكون على عاتقكِ عند إنجاب هذا الطفل؟! هل ستتحملين القيود التي سيفرضها عليكِ وجود طفل في حياتك وأنتي لازلتِ في أول الطريق وليس لديك زوج يشدد من أزرك؟!.. إنني يا ابنتي ما أقولها لكِ إلا لحرصي عليكِ.. ولكن..إذا أردتِ أن تتحرري من هذا القيد من قبل أن يأتي فلكِ الحرية في ذلك و.."

بالطبع لم يكن سكوتي معنى لموافقتي لما أسمع ولكنني حقًا كنت مذهولة مشدوهة مأخوذة...

من يقول ماذا وكيف ولماذا؟!!!!

أتصور ملامحي وأنا شاغرة فاهي ويكسوا وجهي علامات البلاهة نوعًا أو عدم الفهم أو الاستيعاب

ولم أجد من نفسي إلا أن قلت لها "هو إيه؟ مين؟ أنا مش فاهمة فيه إيه؟!!!!! هو حضرتك عاوزة تقولي إيه؟!!"

فوجدتها ازدادت ارتباكًا وودت لو توضح وجهة نظرها فقاطعتها

"طنط هو حضرتك مش متصورة أنا منتظرة المولود دا أو بمعنى أصح المعجزة دي إزاي؟! دانا لو كنت حتى ممكن ولو للحظة "ودا مستحيل" أفكر في كلام حضرتك.. خلاص فات الوقت مفيش حاجة اسمها كدا..دا كمل خمس شهور يعني روح.. هموت ابني!! حفيدك!! ترضيها ازاي دي؟ وأقول إيه لأبوه؟! مقدرتش!! خفت!! مصدقت خلصت من الولد!!.......

دا ربنا بيكافئني به.. أموته!!

طنط أنا هعتبر اللي حضرتك قلتيه دا متقالش مسمعتوش محصلش.. وأنا مُقدّرة مدى تشتتك بعد رحيل ابنك.. بس لازم تلاحظي إنه كذلك زوجي ووالد ابني.. مستحيل هتخلى عنه مهما حصل.. ولو كان كلامك دا اختبار فأرجوكي مكنش فيه داعي له.. أنا لا فكرت ولا ناوية أفكر في حد تاني غير زوجي وأبو ابني.."

بالطبع كانت مرتبكة ولا تدري ماذا تقول أو تفعل سوى أنها بكت بكاءً حارًا فاحتضنتها وأنا أكمل حديثي وأشاركها البكاء "أمي.. أنتي ومن يشاركني روحي بداخلي أمانة تركها لي زوجي ولن أفرط فيها مهما حدث.. لا تقلقي"

"والآن أخبريني ما هذا الكلام ولماذا فكرتي في هذه القرارات الخطيرة؟!"

فأجابت "لست أدري ولكنني وجدت هذه الهواجس والأفكار تراودني منذ أن أخبرتني بهذا الخبر، وكنت أفكر فيها ليل نهار فقررت أن أقولها لكِ وتأتي كما تأتِ.."

"إنها هواجس شيطانية يا أمي لا تدعي الشيطان يلعب بعقلك مجددًا واستعيذي بالله منه إنني أحبكم ولن أفكر في الفرار بصورة أو بأخرى"

المهم الآن يا زوجي الحبيب وأبو ابني "ابننا" دعك من كلمات والدتك فأنت تعرفها أكثر مني.. طيبة القلب هكذا ولا تعطي وزنًا لكلام قبل أن تقوله غالبًا، إنها لا تقصد سوء حبيبي، على أية حال لا تحزن منها إنها فقط تحبك وتحب ابننا كثيرًا وتخاف عليه..إنها حقًا تذكرني بقصة الدب الذي قتل صاحبه

فكر معي يا حبيبي إذًا ماذا نسمي هذا الجنين؟! لو أتت فتاة إنك أخبرتني أنك تحب اسم "ملك" أو "شوق" إمممممم ماذا إذن لو أتى ولد؟!

تصور أنك لم تخبرني من قبل عن اسم ولد تحبه أو تحب أن تسمي به ابننا!! إمممممم دعني إذًا أتولى أنا هذا الأمر ألست أنا أمه كذلك!!

أتعرف حبيبي ابننا هذا مدني بالقدرة على متابعة الحياة بعد غيابك..أعني حقًا ما أقول.. إنني أحببت الحياة طالما تركت لي سبب للعيش فيها

أحبك يا آسري وأحب كل ما يأتي منك

أحببتك وأحبك.. في صمتي وجهري.. فصلّي من أجلنا.. وادع الله لنا

الخميس، 8 سبتمبر 2011

فعال لما يريد

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرت إلى الآن ثلاثة أشهر طويلة موحشة مُرَّة


ولكن هل كنت لأتخيل أن الله خبأ لي بقلب محنتي منحة!!


وهل كانت هذه المنحة على قدر المحنة أم أنها مجرد مسكن لآلامي وراد لكل من يريد إثنائي عن قراري!!


نصبوا أنفسهم رعاة لشئوني

طالبوني بما ليس لهم أن يطالبوني

خاطبوني وحاولوا أن يقنعوني


لازلتي صغيرة السن

العمر ممتد أمامك

الحياة لا تتوقف عند وفاة أحدهم


أتعجب حقًا وأحيًا أضحك من جهلهم


عن أي حياة يتحدثون وعن أي ممات يتكلمون؟!


لا يعلمون أنك لو كنت ميتًا لكنت أنا كذلك ميتة ووقتها لن أتمكن من معايشة أحد بعدك

لا يفهمون أنني لو كنت حية فإنك حي كذلك وحينها لن أتمكن كذلك من الرضوخ لقناعاتهم


كنت ألوذ بالصمت وأحيانًا الابتسام كمحاولة للهرب من وسوستهم

ولكنني الآن أصبح ما لدي قوله

أصبح لدي سبب وحجة ومبرر مادي يقنعهم ويشغلهم عني


هل تتخيل ما حدث يا آسري!!


سبحان العاطِ الوهاب

كم من الشهور والأيام انتظرنا وحاولنا وسعينا للحصول على ضحكة طفل تشرق الكون من حولنا

هل هو الآن منحة أم محنة.. لست أدري


أمنحه الله لي ليصبرني على فراقك ويكون سندًا لي ما بقى لي من عمر!!

أم أنه محنة فبعد انتظارنا ومعاناتنا سويًا أبى إلا أن يولد يتيمًا لا يرى له أب ولا يسمع


لم أكن أعلم

أجل فأيامي وطبيعتي لم تتغير ولم تنبهني لوجود شيء بداخلي


هل كانت هذه هديتك لي قبل وفاتك حقًا؟!


ما يقارب الأربعة أشهر لم يتغير في روتين حياتي شيء يجعلني أشك سوى بعض الإرهاق والخمول الذي فسرته لنفسي على أنه رد فعل نفسي لرحيلك


ومع مرور الأيام والشهور ومع ملاحظتي وملاحظة بِضع ممن هم حولي لامتلاء بطني شيئًا

كذلك لم يتصور أحد أن بداخلي مُعجزة صغيرة

ولكن قلقهم من أن يكون انعزالي وحزني ووحدتي أثرت على صحتي سلبًا

وعليه صمموا على أن أذهب لطبيب كي أطمئن على صحتي


أخبرتني الطبيبة أنني في شهري الرابع وأنه تحدث في بعض حالات الحمل أن يستمر الحيض وهذا راجع لأسباب عِدة وهذا ما جعلني أستبعد تمامًا كوني حاملاً


أتدري لست أدري

هل أطير فرحًا!!

أم أنتحب حزنًا!!


متخبطة تراودني بعض الهستيريات ما بين الضحك والبكاء

أحتضن صورتك وأحاول فهم كنه هذه المعجزة

أصلي وأسأل الله عما إذا كانت هذه منحة أم محنة


أخاف أن أطير فرحًا فلا يستمر لي فرح

ولا يسعني الحزن مع هذا الخبر


لقد مرت حياتي بكثير من المطبات فهل يستوِ الآن طريقي؟!


هل سيكون القادم مطمئن أم أن ما تحمله الأيام أصعب مما فات!!


كلما أخذت أتصور وأتخيل صورة لأيامي ومستقبلي

أجد القدر يأبى إلا أن يُحبط كل تصوراتي وتخيلاتي


يعصف بها عصفًا ويأخذ يلعب ويغير ويضيف ويحذف.. هل حقًا يوجد من يواجه تقلبات القدر مثلي!!

أم أنني وقعت في مفترق طرق مع القدر

تأتيني الأقدار من جميع الاتجاهات لا أدري من أي وجهة تأتِ كي أستعد لها


يأبى القدر إلا أن يفاجئني يبهرني ويصدمني

ولكنه في النهاية يفعل دومًا مالا أتوقعه كما لو كان يعاندني


وفي النهاية ليس لي إلا أن أقول

آمنت بقدرك يا ربي

فصبر جميل والله المستعان


ولنرى ماذا يخبئه لنا الغد ولعله الخير وهو كذلك في كافة صوره


....

ألم يكن لك أن تنتظر كي تفرح معي!!

ألم يكن لك أن تعلم بهذا القدر قبل أن ترحل!!

لقد عاش ثلاثتنا لمدة شهر سويةً وكنا نظن أننا اثنين فقط

الخميس، 9 يونيو 2011

رداء العمر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما تصفحتكِ يا أعز ما في الأشياء لي يا مفكرتي الغالية
وجدت أغلب صفحاتكِ أحزان

ولكن هل هذا بيدي!!!!!!

لو استطعت للونتك بألوان الطيف
ولكنه القدر

أتعلمين غاليتي أنه لم يتبق لي من أكون معه على طبيعتي سواكِ

أحبكِ ولا أتصور فقدك في يوم من الأيام

ولست أدري ماذا أقول لكِ وهل ستصدقينني لو قلت لكِ أن كل ما أتشبث به في الحياة يذهب!!

أرجع لربي وأستغفره عندما تأخذني الأفكار أن العيب ليس في الأعمار ولكن العيب في أنا

يا مفكرتي ماذا أقول لكِ ودموعي أصبحت نهر جاف!! نهر عجزت ينابيعه عن الانفجار بعدما جف منبعه

هل بقى لي شيء لأخسره!!!

لم أعد أحتمل تقبل أي عزاء

لقد أصبحت حياتي كلها مأتم.. والعزاء فيها يعد درب من دروب التكرار المؤلم الذي يحسرني على حالِ

أرجوكِ يا مفكرتي لا تتركيني فلمن أكتب سواكِ!!

عاجزة عن الوصف هذه المرة

عاجزة عن التخيل

عاجزة عن التصديق

ستظل في خيالي
في قلبي
في كل ركن من أركان حياتي

أحببتك ولن أحب سواء

هل تتذكر!!
هل تتذكر اليوم الذي دخلت فيه بيتنا طالبًا يدي من والدي!!

حينها لم تكن لك في مخيلتي صورة كاملة

كنت مازلت متأثرة بموقفك السابق معي في حفل الزفاف
ولكن شعرت داخلك بنور جذبني إليك

كيف يعزونني وأنت حي بداخلي!!

كيف يتصورون رحيلك وأنت ماثل أمام عيني!!

كيف لهم أن ينطقوا بهذا وأنت كل أملي وسندي وماضيَّ وحاضري ومستقبلي!!

لن أتخيل لنفسي حياة بدونك

ستظل في قلبي وفي حياتي وأمام عيني

أحبك ولم أتخيل أنك ستتركني بهذه السهولة وتذهب

تتركني في بداية الطريق!!
أتذهب بدوني!!
لماذا لم تأخذني معك!!

لقد كنت معك ولم أكن أريد أن أكون بمفردي يومًا

أحببتك وأحببت عيوبك قبل مزاياك

أحببت عيوبك التي كانت في حد ذاتها بالنسبة لي كل المميزات

لا لا تكلمني وترد عليَّ وتصبرني وتفعل مثلهم
لقد ذهبت وتركتني في دنيا الوحوش وحدي
أهنت عليك لتتركني هكذا!!

لماذا؟!!

لماذا وبعد أن ضاعت مني خيوط الوصل التي كانت تربطني بك منذ وقت قليل!!

أهكذا لم ترد أن يكون بيني وبينك رابط!!

أستكترت عليَّ أن يكون لي منك ولد يربطني بك أراك في عينيه!!
في أفعاله في تصرفاته في حركاته وسكونه..

لااااا

لا أتخيلك بهذا الجحود محبوبي

لماذا!!!

لست ادري أو أتخيل
أتراني الآن حبيبي!!
أتسمعني!!
أتشعر بي وبآلامي وبهواني من بَعدك!!

تذكر معي يا قلبي تذكر

هل تتذكر يوم زفافنا هههه لقد كان يومًا له العجب..

هل تتذكر يوم خرجنا فيه معًا لشراء دهانات منزلنا -لا لم يكن منزل لقد كان قصر أحلامنا- هل تتذكر حبيبي يومها عندما سقطت على ملابسك عبوة للدهان عندما كان الصبي يرتب الأرفف..

هل تذكر حبيبي يوم خرجنا فيه سوية في آخر الليل وتعطلت بنا السيارة ونزلنا لندفعها معًا!! وأتى أطفال الشارع ليشاركوننا الدفع!!

هل تذكر!!

هل تذكر أول يوم أخبرنا فيه الطبيب أننا سنصبح أب وأم كيف طارت الدنيا بك فرحًا!!

تتذكر أجل تتذكر..

أعلم أنك تذكر كل هذا

فقل لي بالله عليك لماذا

لماذا تركت كل ذكرياتك معي وذهبت!!

هل أحزنتك في شيء؟!!

أعلم أنني كنت دومًا أقل بكثير مما تستحق

ولكن ألهذه الدرجة لم تحتمل وجودي معك!!

يا رب اغفرلي زلاتي فأنت أعلم بحالي
وليس ما بي كفر بنعمك ولكنني أناجي هاجري

يا رب لا أتصور أن تُحرِّم عليَّ أفكاري، حبي وعتابي وألمي

يا ربي لن أقول ما يغضبك مني ولكنه حُبي وقلبي

كيف يعيش الانسان بدون قلب كيف!!

لقد انتُزع قلبي من صدري انتزاعًا
أحيا بلا روح بلا حس بلا هدف

يا ربي يا عالم بحالي علمك بحالي يغنيني عن سؤالي
أحببته يا ربي وما كان حبي له حرام!!

تمنيته ما كانت أمنيتي مستحيل

عشقته وفيك أحببته ولك عشت معه أجمل الأيام

يا ربي رفقًا بفاقدة الفؤاد

لست أدري كيف أكتب أو ماذا أكتب ولكنها أفكار تهاجمني

ربي أتوسل إليك رفقًا بأمتك رفقًا

صبرني يا رب على فراقي لحياتي

وكيف هذا!!

كيف تفارقني روحي وأنا مازلت حية؟! كيف؟!

هل يعقل هذا!!
روحي في الملأ الأعلى وجسدي يسير وسط البشر!!!

كيف!!
كيف!!

أرجوك لا تواسيني يكفيني ما فيني
أعلم عزاءك مسبقًا فأرجوك لا تكرر روتيني
يا من أتيت لتهون عليَّ مصيبتي هل تخيلت أنني لم أسمع كلماتك آلاف المرات!!

في صبحي ومسائي وفجري
لم أنم
لم أنم وأنا أستمع لهذه الكلمات

أحاول بشتى الطرق هضم كلماتك ولكن أجدها تقف في حلقي لا تريد المرور
وكيف لي أن أقبل كلمات عزاء في من لم أتقبل فكرة رحيله!!

إنه حي
أجل حي

ألا تفهمون!!!!!!!

إنه حي بداخلي ولن يموت أبدًا

لن أتركه يذهب عبثًا!!

كيف تريدونني أن أتخلى عن روحي بهذه السهولة!!!
وأين الجهاد في سبيل الحياة!!
أتريدونني أن أنتحر وتسمون هذا سنة الحياة!!
ما كان الانتحار يومًا مباحًا

وإنني ولإن فعلت مثلما تقولون فأظنني كفرت بنعمة ربي

إحيَ بداخلي يا قلبي المطمئن
مدني بالدفئ بالأمان بالحنان
لا ولم ولن أتخيل حياة لي سواك
بداخلي تمدني بكل أسباب الاستمرار
سأستمنر من أجلك أنت
سأسير في طريقي بهرولة عسى أصل إليك فانتظرني

إني آتية لا محالة ولكن آتية إليك

أحاول جاهدة ألا يأخذني الطريق إلى أهداف أخرى سواك
سأتحمل الحياة بدونك من أجلك

انتظرني يا حبيبي وسوف نجتمع في جنتنا التي كتبها الله لنا دون سوانا

باقة الأزهار التي أهديتني يوم خطبتنا لاتزال معي وستظل
تذكرني كل ورقة من أوراقها بأسعد أيام عشتها وبعمر ليس له آخر من الهناء سأحياه معك في جنة الرحمن

سنتواصل معًا إلى الأبد

أنا وروحي

سوف لن أتخلى عن روحي كما قبلت مسبقًا

أنت لي ولن أتركك تتبدد في الرياح

يااااااااااااااااااااااااااااااه يا عشق العمر الماض والحاضر

يااااااااااااااه يا كل الخير في شخص واحد

يااااااااااااااااااه ياااااااااااااه ياااااااااااه يا قلبي الذي فارقني وأنا لازلت حية بلا قلب

انتظرني
انتظرني كما كنت تفعل دائمًا

خذ بيدي
دلني على طريقك بنور إيمانك وحبك

أحببتك وأحبك وسأظل أحبك إلى أن تمل الحياة مني وتتركني وتقرر الإفراج عني بضمان هواك

أحبك



أحبك
ولا أقبل عزاء

الخميس، 19 مايو 2011

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونحن في هذه الأيام من بداية الصيف قررنا أن نذهب إلى الأسكندرية قبل أن تزدحم شواطئها بوفود المصطافين في الأجازة الصيفية

حزمنا أمتعتنا وذهبت أنا وشقيقة زوجي الصغرى قبلهم بيومين لتجهيز المكان وتنظيفه

وبعد شقاء وعمل مضن في تنظيف مكان لم يدخله أحد منذ قرابة العام، قررنا أن نستريح في هذا اليوم لنبدأ رحلة تجهيز الطعام في اليوم التالي

ولن أحكِ لكِ يا فكرتي العزيزة عن هواء الأسكندرية ونسيمه العليل؛ يكفيني أن أقول لكِ أننا كنا ننظف على ألحان أغنية فيروز الشهيرة "شط اسكندرية" وقد كنا حقًا نشعر بكل كلمة من كلماتها

وفي صباح اليوم التالي ونسمات الصيف تداعبنا.. قررنا أن نُبدع في صنع طعام يكفينا لمدة عشرة أيام، ولكنه بالطبع لن يكون كأي طعام؛ فطعام المصايف يختلف نوعًا ما؛ يجب أن يكون مبتكر، سريع التحضير، سهل في حمله والتنقل به وهكذا

وقد قررت أنا بأفكاري الجهنمية أن أعد بعض الفريسكا لتكون مفاجأة للقادمين، رغم محاولات شقيقة زوجي المستميتة في إثنائي عن هذه الفكرة المدمرة

وقد كان وبدأت في تجهيز المقادير كما هو المكتوب في الكُتيّب الخاص بالمخبوزات
دقيق
بيض
ملعقة كبيرة فانيليا
...
...
إلخ

وعندما وصلت إلى طريقة التحضير ووضعت كل شيء كما هو مذكور.. اكتشفت أنهم لم يذكروا شيئًا عن الفانيليا في طريقة التحضير على الرغم من أنهم قد ذكروها في المقادير

فكرت كثيرًا ولم أكن أريد أن أستعين بصديق؛ حتى لا أكون موضع سخرية من شقيقة زوجي العزيزة والتي كانت بالفعل رافضة للفكرة، ولا أريد أن أحرق المفاجأة على القادمين؛ فيعلموا ماذا أنتوي أن أفعل

وقررت -وياليتني ما قررت- أن أضيف الملعقة الكبيرة بأكملها التي ذكروها في المقادير.. وأكملت الخطوات بكل دقة.. وأدخلتها الفرن وجلست أنتظر بفارغ الصبر الإنجاز الذي قمت به

يال الروعة
رائعة حقًا
رائحتها زكية جدًا
شكلها مغري للغاية
طعمها........
طعمها!!!!!!!!
طعمها :( :( :(

لا مستحيل إنها مرة جدًا طعمها لا يطاق حقًا

ويال خيبة أملي
ويا فضيحتاه
ويال إحراجي أمام شقيقة زوجي التي لم أسلم من مزحاتها وضحكاتها المستمرة
وآه آه ثم آه على مجهودي وعلى وقتي وأموالي

ماذا كنت سأخسر لو اتصلت بوالدتي لأسألها عن كمية الفانيليا التي يجب أن أضعها؟!! وهي لم تكن آتية على أي حال إلى المصيف، كيف لم يخطر ببالي!! يالي من ........

محبطة حقيقة يا مفكرتي العزيزة

ولكنني كلما أتذكر هذا الموقف آخذ في الضحك لقد كانت محاولة فاشلة على أية حال ولكنها بالتأكيد أكسبتني خبرة معينة
وسوف أصارحكِ بشيء يا عزيزتي وهو أنني لم يكون من السهل عليَّ أن أرمي ما صنعت.. فقررت أن آكلها أنا بمرارتها وحمدت ربي أنني لم أصنع كمية كبيرة وإلا كنت اضطررت لأكلها كلها بمفردي

نحن الآن في أواخر أيامنا هناك وأنا أكاتبكِ وأنا جالسة منتظرة -على شاطئ البحر- بطعام الغداء وبيدي قرص من الفريسكا اللعينة أتمرمر به على وقتي

وكان الله في عوني

أراكِ حين عودتي

فإلى لقاء

الثلاثاء، 10 مايو 2011

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالطبع لا تسير الحياة على وتيرة واحدة

فهناك أيام للسعادة والهناء وأيام للشقاء والحزن
ولكن مع هذه التناقضات في سير الحياة، لا يحكم على تقييم طريقنا في الحياة -أكان شقيًا أم هادئًا- إلا طريقة استجابتنا لمواقف الشقاء

بالطبع وكما ذكرت لكِ يا مفكرتي الغالية فإن زوجي الغالي هو رجل وحيد على شقيقتين وقد توفى عنه أبوه وهو بعد في الخامسة عشر من عمره وقد تولى هو المسئولية مع والدته من الناحية المادية والمعنوية إلى أن تزوجنا وحتى بعد الزواج فإنه لا يتأخر عنهم في شيء

وقد كان هذا الشعور والحب منه تجاه أسرته هو أكبر دافع لي لقبول هذه الزيجة؛ فمن ليس له خير في أهله لن يكون له خير في أحد

وعليه لم أسعى مطلقًا لتوتير العلاقة بينه وبين شقيقاته ووالدته، على الرغم من أنني أجد أحيانًا ارتباطهم ببعضهم زائد عن الحد. ولكن أصابع أيدينا ليست متشابهة ولكل إنسان ظروفه؛ ونظرًا لمكانته والدور الذي يلعبه معهم فقد زاد حبهم له وتعلقهم به

ربما يترجمون هذا الحب في بعض الأحيان بصورة غير مناسبة تؤدي عكس الغرض منها ولكنهم في النهاية يحبونه ويتمنون له الخير وإن كان هذا بطريقتهم الخاصة

لا أنكر عليهم بالطبع طيبتهم وحسن معشرهم ولا أنكر على نفسي حساسيتي المفرطة

ولكن هنا تكمن طريقتي في اختيار طريق حياتي هل سأجعله طريق سلس تنبت على جانبيه أشجار السعادة أم سأختاره طريق الشقاء الذي تحفه الأشواك!

دائمًا ومنذ حداثتي وعند وقوعي في مشكلة.. أحاول جاهدة اتخاذ موقف محايد والخروج من محيط المشكلة والنظر إليها من بعيد وفي كثير من الأحيان أحاول تقمص دور الطرف الآخر والتفكير بطريقته وأتخيل رد فعلي لو كنت مكانه فهذا يسهل عليَّ الكثير في تقبل المشكلة والعمل على حلها أو تجاوزها

فطالما علمت أن لا أحد يحمل لي ضغينة أو في قلبه شيء مني فلا ضير بعد ذلك فلأحاول التعامل مع المشكلة

وفي حالتي وقد تعاهدت أنا وزوجي الحبيب على ألا ترى مشكلاتنا أضواء عيون الغير فمشكلاتنا لنا ولن يحلها غيرنا طالما كل منا يراعي ربه في الآخر

عندما أفكر في والدة زوجي وشقيقاته هل يحملن لي أي ضغينة أو هل قصرت في حقهم في شيء؟ أجد أن الإجابة بالنفي
وعندما أسترجع بذاكرتي هل حاولوا بطريقة مباشرة مضايقتي أوتنغيص عيشتي؟ أجد أن الإجابة أيضًا بالنفي
وعندما أفكر هل ستؤدي طريقة تعاملهم مع زوجي إلى نتائج إيجابية على حياتنا؟ أجد الإجابة كذلك بالنفي

ومن خلال ذلك أجد أنهم لا يقصدون -بطريقة واعية وشعورية- مضايقتي ولا يرغبون في تعاسة أخيهم ولكنهم يحبونه إلى حد الجنون وهذا ما قد يضايقني أحيانًا

وقد كانت مشكلتي.. عندما صارحته بمكنون إحساسي ولم يوافق رد فعله هوى نفسي. فإنه وإن كان يحمل الكثير من الصفات الحسنة ولكنه في النهاية بشر ولا يجوز أن أطالبه بما هو فوق طاقته

وإن كان يقضي معظم الوقت معهم فإنني أعرف أنه لازال مرتبط بهم وأن الحياة الجديدة لم تنحت في نفسه دروبها ولم يكن له فيها شغل شاغل يحجمه عن هذه العادة

فكرت وتناولت الموقف وعندما تقمصت الدور وتخيلت نفسي مكان والدته ومكان كل فرد من أفراد أسرته وجدت أنني أعمل على تهويل الموقف

وماذا في أنه يقضي معهم معظم وقته؟ ولماذا لا أنزل أنا من برجي العالي وأحاول التأقلم على أنني واحدة منهم لا دخيلة عليهم؟! وجدت أنني أنا من أضع نفسي في الكفة المواجهة لهم وبالطبع فإن كفتي لن ترجح بهذه السهولة

ولكن عندما قررت النزول عن كفتي وقررت تغيير صورة حياتي معهم، وتخيلتها عجلة نحاول دفعها لتنتج الكهرباء التي تضيء حياتنا؛ حينها وجدت نفسي أعمل معهم في طريق واحد وهدف واحد.. طريق السعادة

أتعلمين مفكرتي الغالية ماذا وجدت حينها؟!

لن تتخيلي

وجدت حقًا أن المشكلة من البداية كانت مشكلتي

وجدت أنني حينما فكرت بعقول وتجارب الآخرين؛ حييت معهم حياة طيبة

وعندما تقاربنا وقررت التعامل معهم بحب حقيقي ورغبة حقيقية في الانصهار معهم رأيت ما لم أكن أراه سابقًا.. إنها حالة من السلام النفسي والإيثار وحب الحياة الذي بدأ يغمرني من وقتها

وعندما تقاربنا وجدت حقًا أن الوقت لا يمضي معهم كثيرًا كما كنت متخيلة ووجدتني أمضي ساعاتي وأيامي بين مواقف وتجارب جديدة ممتعة ومفيدة وسعيدة

نقوم ببعض المخاطرات والمغامرات وفي بعض الأحيان نستسلم للجنون

هذه حياتي الجديدة كما رسمتها لنفسي

وقد سددت كل الطرق على شيطان نفسي ليحاول تنغيص عيشتي التي ما كنت لأحلم بأفضل منها

فلماذا أخرج من محيط الدائرة التي من الممكن وببعض الدهاء أن أصبح أنا محورها مع الآخرين؟!

سياسة جديدة في حياتي لأن التقييم لابد وأن يتبعه تقويم

وسلامي لكِ أيتها المفكرة المناضلة الصابرة على صاحبتك الهاجرة

الجمعة، 14 يناير 2011

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويموت الخلق من حولي وأنا وحدي أعانِ
فمنذ بضعة أشهر كادت شجرتي تثمر ولكن هاهي يحل عليها الخريف باكرًا
راضيةٌ أنا بما قُُسم لي وهكذا هي الأيام
أراد ربي أن يُقربني إليه وجعل لي لؤلؤةً في جنة مُلكه الواسع

هكذا صارت روحي الثانية التي كادت تشق الكون بصرخات تُدغدغني وتُحييني
سارت إلى مُلكِ بارئها كما لو كانت تأبى أن ترى هوان الدنيا من حولي وتتطلع -قبل أن تولد- لعالم البقاء الأبدي
بالطبع فرحتي انكسرت.. بالطبع بسمتي اندثرت..ولكن ربي أصفاني بهذا الشرف الغالِ

هكذا طاقت روح وليدي -جنيني- إلى مكانها الحق واختصرت طريق دنيا العذاب إلى جنات الخلد والنعيم
هكذا وقبل أن يكتمل ضمي واحتضاني له وقته الكافِ
هكذا وقبل شهرين على انطلاق صرخاته إلى سماء الدنيا

ذهب جزء من روحي إلى الجنة مشتاقٌ إلى جزئه التالي

مضت أيام غائمة مؤلمة معتمة لم أميز لحظاتها من ساعاتها ولكنها هكذا مضت
مضت وتركتني بين تخبطٍ ألصَّبر أم الحزن أقرب إليّ
ولكنها مضت

كل من حولي مبتسم يواعدني بفضل الله وكرمه
وأنا عن هذا الحديث غنيةٌ فأنا مؤمنة بربي سيهدينِ سيرضينِ سيثلج قلبي ويحيينِ

فهذا زوجي الغالي يواسيني يناجيني يداعبني يسامرني يشد لجام أدمعه وبين يديه يحويني
أحبك يا أبا روحي وصاحب عمري وسنيني
احبك يا ستري الغالي يا حافظني وحاميني
أحبك قدر مالا قدر له.. وحبي لك يشفيني
يا أغلى الناس في عيني.. من لو كان لي لسجدت له سنيني

حبيبي

وهبك الله وعوَّضك عما ذهب عنك عِوض الصابرين الشاكرين العابدين
اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي فيها خير منها

فهكذا امتحنني ربي فأعطاني وأمسك عني ونجاني
ورزقني زوجًا محبًا يرعان ويثبت لي يومًا عن يومٍ أنه رجلاً ويثبت لي أنني أنثى أذوب عشقًا في ملهمي

 

مُعجِزات © 2008. Design By: SkinCorner