الخميس، 8 سبتمبر 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرت إلى الآن ثلاثة أشهر طويلة موحشة مُرَّة
ولكن هل كنت لأتخيل أن الله خبأ لي بقلب محنتي منحة!!
وهل كانت هذه المنحة على قدر المحنة أم أنها مجرد مسكن لآلامي وراد لكل من يريد إثنائي عن قراري!!
نصبوا أنفسهم رعاة لشئوني
طالبوني بما ليس لهم أن يطالبوني
خاطبوني وحاولوا أن يقنعوني
لازلتي صغيرة السن
العمر ممتد أمامك
الحياة لا تتوقف عند وفاة أحدهم
أتعجب حقًا وأحيًا أضحك من جهلهم
عن أي حياة يتحدثون وعن أي ممات يتكلمون؟!
لا يعلمون أنك لو كنت ميتًا لكنت أنا كذلك ميتة ووقتها لن أتمكن من معايشة أحد بعدك
لا يفهمون أنني لو كنت حية فإنك حي كذلك وحينها لن أتمكن كذلك من الرضوخ لقناعاتهم
كنت ألوذ بالصمت وأحيانًا الابتسام كمحاولة للهرب من وسوستهم
ولكنني الآن أصبح ما لدي قوله
أصبح لدي سبب وحجة ومبرر مادي يقنعهم ويشغلهم عني
هل تتخيل ما حدث يا آسري!!
سبحان العاطِ الوهاب
كم من الشهور والأيام انتظرنا وحاولنا وسعينا للحصول على ضحكة طفل تشرق الكون من حولنا
هل هو الآن منحة أم محنة.. لست أدري
أمنحه الله لي ليصبرني على فراقك ويكون سندًا لي ما بقى لي من عمر!!
أم أنه محنة فبعد انتظارنا ومعاناتنا سويًا أبى إلا أن يولد يتيمًا لا يرى له أب ولا يسمع
لم أكن أعلم
أجل فأيامي وطبيعتي لم تتغير ولم تنبهني لوجود شيء بداخلي
هل كانت هذه هديتك لي قبل وفاتك حقًا؟!
ما يقارب الأربعة أشهر لم يتغير في روتين حياتي شيء يجعلني أشك سوى بعض الإرهاق والخمول الذي فسرته لنفسي على أنه رد فعل نفسي لرحيلك
ومع مرور الأيام والشهور ومع ملاحظتي وملاحظة بِضع ممن هم حولي لامتلاء بطني شيئًا
كذلك لم يتصور أحد أن بداخلي مُعجزة صغيرة
ولكن قلقهم من أن يكون انعزالي وحزني ووحدتي أثرت على صحتي سلبًا
وعليه صمموا على أن أذهب لطبيب كي أطمئن على صحتي
أخبرتني الطبيبة أنني في شهري الرابع وأنه تحدث في بعض حالات الحمل أن يستمر الحيض وهذا راجع لأسباب عِدة وهذا ما جعلني أستبعد تمامًا كوني حاملاً
أتدري لست أدري
هل أطير فرحًا!!
أم أنتحب حزنًا!!
متخبطة تراودني بعض الهستيريات ما بين الضحك والبكاء
أحتضن صورتك وأحاول فهم كنه هذه المعجزة
أصلي وأسأل الله عما إذا كانت هذه منحة أم محنة
أخاف أن أطير فرحًا فلا يستمر لي فرح
ولا يسعني الحزن مع هذا الخبر
لقد مرت حياتي بكثير من المطبات فهل يستوِ الآن طريقي؟!
هل سيكون القادم مطمئن أم أن ما تحمله الأيام أصعب مما فات!!
كلما أخذت أتصور وأتخيل صورة لأيامي ومستقبلي
أجد القدر يأبى إلا أن يُحبط كل تصوراتي وتخيلاتي
يعصف بها عصفًا ويأخذ يلعب ويغير ويضيف ويحذف.. هل حقًا يوجد من يواجه تقلبات القدر مثلي!!
أم أنني وقعت في مفترق طرق مع القدر
تأتيني الأقدار من جميع الاتجاهات لا أدري من أي وجهة تأتِ كي أستعد لها
يأبى القدر إلا أن يفاجئني يبهرني ويصدمني
ولكنه في النهاية يفعل دومًا مالا أتوقعه كما لو كان يعاندني
وفي النهاية ليس لي إلا أن أقول
آمنت بقدرك يا ربي
فصبر جميل والله المستعان
ولنرى ماذا يخبئه لنا الغد ولعله الخير وهو كذلك في كافة صوره
....
ألم يكن لك أن تنتظر كي تفرح معي!!
ألم يكن لك أن تعلم بهذا القدر قبل أن ترحل!!
لقد عاش ثلاثتنا لمدة شهر سويةً وكنا نظن أننا اثنين فقط