السبت، 3 أبريل 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مضى إلى الآن ما يزيد عن خمسة أشهر منذ آخر مرة كتبت إليكِ فيها
وبالطبع لم تمر هذه الأشهر هكذا هباءً ولكنها كانت حافلة بالأحداث إلى أقصى درجة، لدرجة جعلتني لا أملك الوقت الذي أحدثكِ فيه
فكما قلت لكِ بالمرة السابقة، أن من كان مقرر لهم المجيء قد اتصلوا بوالدي ليؤجلوا الموعد، وقد ظننت وقتها أن هذه هي الإشارة للرفض.. ولكن الأيام أثبتت لي عكس ذلك..
فقد تم تجديد الموعد في الجمعة التي تليها، وقد أتوا إلينا -هو ووالدته وصديق والدي- محملين بالهدايا كتعويض لتأجيل الموعد في المرة السابقة، وقد قدموا اعتذارات كثيرة مؤكدين على عدم استطاعتهم الحضور وقتها للظروف الطارئة التي سبق وأخبرونا بها
استقبلهم والدي في بادئ الأمر، ثم تلته والدتي ومعها واجب الضيافة، وأخذوا يتحدثوا بعض الوقت، ثم نادتني والدتي لأنضم إليهم؛ أتعرف عليهم ويتعرفون عليِّ
بالطبع قام صديق والدي بدور كبير لنشر جو من الود والألفة في اللقاء، أخذ يبدأ طرف الخيط ثم يناوله لوالدة الشاب ثم يلتقطه منها مرة أخرى ويناوله لوالدتي ثم يحاول تمريره إليّ وإلى الشاب وهكذا.. ويتكلم مع والدي بعض الوقت، ثم أخذ والدي وانتحوا جانبًا ليتبادلوا الحديث ويتركوا المجال لأربعتنا للتعارف أكثر
ومن هنا عرفت أنه -الشاب- يتيم الأب منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره، وأن له شقيقتين تصغرانه -واحدة بثلاثة أعوام والأخرى بخمسة- وقد تحمّلت والدته مسئولية الأسرة في بادئ الأمر بمساعدة العائلة.. وبعد أن أنهى هو دراسته الثانوية بدأ يحمل عنها بعض هذه المسئولية، ويعوّض شقيقتيه الشعور بفقدان الأب -بالسؤال عنهما في دراستهما وتبادل الآراء والنقاشات وما إلى ذلك
كان قليل الكلام -وكذلك أنا-.. ولكنه لم يكن متردد، وقد كان انطباعنا الأول هو الشعور بالرضا والراحة
وتوالت الزيارات بيننا بعد ذلك، وقد تقابلت مع شقيقتيه اللتان كانتا ودودتين للغاية وقد كانت كبراهما متزوجة ولديها طفل في غاية الجمال، والصغرى كانت مخطوبة لشاب طموح وسوف تتزوج بمجرد إنهاء دراستها
وقد كان من المفترض أن نتزوج نحن بعد زواج شقيقته الصغرى لكي يطمئن عليها ويؤدي مسئوليته تجاهها على أكمل وجه.. ولكن والدته وشقيقتيه صممن على أن يتزوج هو أولاً طالما لايوجد داع لتأجيل الزفاف بالنسبة لكلينا، وأنهن يردن أن يسعدن به سريعًا، وأن خير البر عاجله.. وبعض من هذه العبارات التي حاولوا بها إتمام الأمر دونما انتظار
وقد تم الزفاف بعد أول لقاء بثلاثة أشهر في حفل عائلي جميل ضم أناس كثر من الأهل والأصدقاء
ومن هنا تبدأ حكايتي معكِ التي أردت الوصول إليها ولكنني أطلت في المقدمات حتى أحيطكِ علمًا بكل ما كان
كان الحفل رائعًا وكان فستاني في قمة الجمال كما حلمت به منذ صغري.. هذا الفستان الأبيض الذي يشقينا لمجرد الوصول إليه.. هذا الفستان الأبيض الذي نحلم دومًا -نحن الفتيات- باليوم الذي سنرتديه فيه، فستان أبيض وإن مال إلى لون السكر شيئًا.. منقوش عليه الورود البيضاء.. وقد انتفش جزءه السفلي بفعل قماش التل الذي أضفى عليه لمسة من عصور الأميرات.. وهذه الطرحة الطويلة المنقوشة والتي تعطي علامة لمن ترتديها بأنها سيدة الحفل وجوهرته..
كان حفل من الأحلام، وقد قررنا -أنا وزوجي- أن نسافر بعد انتهاء الحفل لإحدى المدن الساحلية لنقضِ بها شهر العسل..
وقد كان..
ركبنا الطائرة مودّعين مَن لحق بنا إلى المطار، ومرّ الوقت داخل الطائرة ولم أشعر به لجم ارتباكي، نبهني صوت المضيفة وهي تعلن عن موعد هبوط الطائرة وتلقي علينا بعض التعليمات الخاصة بذلك
هبطت الطائرة وانتقلنا من المطار إلى الفندق الذي سنقيم فيه، كل هذا وأنا في حالة من الدهشة.. مَن هذا الذي أُسافر معه!!.. كيف أُسافر بصحبة رجل دون أبي وأمي!!.. كانت هذه هي أول مرة أشعر أنني أفتقدهم لهذه الدرجة، لأول مرة أسافر دونهما..، لأول مرة أذهب لهذه المدينة..، لأول مرة أشعر بالغربة.. رغم هذا الرجل الذي بجواري!!، وإن كان هو وقتها مبعث قلقي
ساهمة.. واجمة.. لا أنطق بكلمة
وصلنا إلى حجرتنا بالفندق بعد أن رحّب بنا العاملون والمدير نفسه
وهذه الإبتسامة التي ارتسمت على وجهي من أول اليوم لم تفارقه بعد، حادثني.. لم أنتبه لما قال.. وأخذ شريط حياتي يمر أمام عيني وأتذكر ألمع ذكرياتي.. أين أنا؟ لست أدري.. وكيف أدري؟!.. حقًا لا أستطيع تذكر ماذا حدث وقتها وكيف تطورت الأمور لأجدني أتناول السكين الموضوع بطبق الفاكهة بجواري .. وأطعن هذا الرجل.. زوجي.. هذا الكيان الذي لم يسيء إليَّ قط..
حقًا لست أدري لماذا فعلت هذا.. أو كيف فعلت؟.. وجدتني بعدها قد أفقت من وجومي ووجدت نفسي من هول الموقف أبكي .. بل أنتحب .. أصرخ.. أنادي عليه.. ماذا دهاني؟؟ ماذا فعلت؟؟ هل جننت حقًا!! فوجدته يجيبني -بقلب الأب الحنون الذي طُبع عليه منذ وفاة والده- "لا تقلقي لا تقلقي أنا بخير اطمئني" فتحولت انتحاباتي ضحكات -لاطمئناني أنه لازال حي يحدثني يشعر بي- يأبى صوت بكائي إلا أن يضفي عليها -الضحكات- نوع من الهستيريا "أنت بخير!!أنت كويس؟؟ أنا مش عارفة!! " ثم عدت إلى الانتحاب مرة أخرى وصوته يأتيني هذه المرة أضعف من سابقتها وهو يربت على خدي بيده الباردة -والتي زادت برودتها من فزعي- ليمسح دموعي ويطمئنني
قال لي " ناوليني الهاتف" وبدون تردد ناولته إياه، وقد أتت كلماته مرهقة "من فضلك أرسل سيارة إسعاف سريعًا لغرفة العروسين..حادث" وترك لي السماعة وهو يشحب لونه ويتصبب عرقًا، وأنا غارقة في ذهولي وبكائي وقد استحال لون فستان الزفاف من الأبيض إلى الأحمر بفعل دماء سيد الليلة، أمرني وبعد أن وضعت سماعة الهاتف أن أُبدل ثيابي قبل أن يأتي الإسعاف لأذهب معه إلى المستشفى، وقد فعلت دون تردد وفي سرعة لم أتخيلها
أتى فريق الإسعاف ليحملوه من الغرفة وأنا أهرول إلى جواره باكية أحاول سماع كلماته "لا تخبري أحد.. الفستان.. أرسليه إلى المغسلة.. لاتقلقي أنا بخير.. لا تجيبي على أي سؤال يوجه إليكِ أيًا كان"
وفي المستشفى وددت لو كنت قد فقدت الوعي حتى لا أشعر بمرور الوقت الذي تقتلني دقاته كل ثانية، خرج إليَّ الطبيب يحاول طمأنتي "لا تقلقي جرح بسيط ولله الحمد أنه لم يمتد إلى إحدى الأجهزة بالضرر البالغ" فأجبته كما لو لم أسمع ما قال "يعني هو كويس؟ متى يخرج؟ أقدر أشوفه؟" قال لي بهدوءه نفسه " قلت لك لا تقلقي هو بخير ولكن لن تستطيعين رؤيته الآن وسيخرج إن شاء الله بعد أسبوعين وسيكون هناك أسبوع للمتابعة" وهنا هدء بكائي شيئًا وأتت إليَّ الممرضة تخبرني بإمكانية التحاقي بإحدى غرف المستشفى للتأكد من سلامتي ولتهدئة أعصابي، وقد ركّبَت لي محلول وأعطتني حقنة منومة لما كان يظهر عليَّ من إرهاق
مر يومان وسمحوا لي برؤيته، دخلت عليه.. قبّلت رأسه ويده، طلبت إليه أن يغفر لي، فأجابني بحنيته الدائمة "الحمد لله أنها جت على قد كدة مش بيقولوا من الحب ما قتل الحمد لله أنهم مكانوش حاطين في الأوضة حاجة أكتر من السكينة التلمة دي.. لقد اخترقتي حصوني يا سيدتي ولكن بطريقتك الخاصة" فوجدتني أبتسم لدعابته والدموع تسيل من عيني فقال لي "وبعدين بقى !!!!!! إحنا فينا من كدة؟ أنتي بتعيطي علشان لسة صاحي ولا إيه؟ خلاص يا ستي ولا تزعلي أول ما هخرج من المستشفى هروح أرمي نفسي في البحر عشان ترتاحي" وهنا دخلت الممرضة بوجبة الغداء...
أول ما تناولته أنا من الصينية هو السكين المجاور للطبق.. قال لي بترقب مصطنع "إيه! ناوية تخلصي عليا المرادي؟!" فأجبته " اقتص" فضحك ضحكة عالية وقال لي "اقتص؟ هاهاها إحنا هنبدأ حياتنا وإحنا مقطعين بعض ولا إيه؟" فأجبته "بل اقتص" فقال لي وضحكاته لا تزال تتخلل كلماته " بقى يا ظالمة عوزة تخبطيني بسكينة معدن وتديلي أقتص بسكينة بلاستك؟ وده يبقى عدل ده؟ آه من كيد البنات آه" فابتسمت لما نبهني له وقلت له "أيا كان لن أغفر لنفسي ولن أقبل الزواج منك إلا بعد أن تقتص مني" وهنا كما لو كانت هبطت عليه فكرة كانت غائبة عنه فقال لي "وتتحملي طريقتي في القصاص؟" قلت له "نعم" قال لي " أيًا كانت؟" فقلت "أيًا كانت" فقال "إذًا تحملي نتيجة طلبك" وضغط الزر المجاور للفراش فأتت الممرضة وطلب منها أن ترسل في طلب الطبيب
عندما أتى الطبيب قال له أنه سيطلب منه طلب غريب ولكنه مُصر عليه؛ لكي تستقيم حياتنا بعدها، فسأله الطبيب عن هذا الطلب فأجابه أنه يريد منه أن يفتح لي جرح في صدري في الجهة المقابلة للقلب وأن يعيد خياطتها مرة أخرى بثلاث غرز-في مقابل الثلاثة غرز التي تطلبها جرحه، وهنا اندهش الطبيب لطلبه وأخبره أنه لا يستطيع فعل شيء كهذا طالما أنني لا أعاني من شيء، ولكنه ألح عليه الطلب وأخبره أنه لو لم يفعل هذا فإنني ربما أقتله في يوم من الأيام ومن يدري! ..، المهم أن وافق الطبيب -بعد محاولات مضنية مني ومن زوجي- على ألا يكون الجرح غائرًا مجرد علامة بثلاث غرز
وبعد أن انصرف الطبيب سألته "اشمعنى مقابل القلب تحديدًا؟" فأجابني أنه يريدني أن أضعه بقلبي وأغلق عليه
وهنا تضاحكنا.. وتحادثنا.. وجرت الأيام..
وعدنا إلى الفندق الذي لم نُقم به سوى أسبوع المتابعة، عدنا بعدها إلى مدينتنا وقد أوشك موسم الحج، فطلب مني زوجي ألا نبدأ حياتنا معًا إلا بعد أن نؤدي فريضة الحج لتكون أول حياتنا طاعة لله، وليطلب كلانا من الله ما يريد، ولتطمئن أنفسنا بحب الله، وليكون حجنا هو شهر العسل الذي لم نستطع قضائه في تلك المدينة، كل هذا ولم يعلم أحد من العائلة بما حدث، وقد تواعدنا أن يظل ما حدث هو أول سر في حياتنا الزوجية
ذهبنا إلى بيت الله الحرام.. ولن أستطيع أن أوصف لكِ كمّ الراحة الإيمانية والنورانية التي شعرنا بها بمجرد أن وطأت أقدامنا أرض مطار السعودية، لا إله إلا الله محمد رسول الله، لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك.. حقًا قد منَّ الله علينا بأن جعلنا مسلمين له موحدين به وأن منَّ علينا بزيارة بيته الحرام ونحن في قمة شبابنا وقوتنا لنتمكن من أداء فرائضنا على أكمل وجه، ومرت أيام الحج ونحن في حالة من الروحانية الجميلة خلت معها النفس من كل شوائبها
وذهبنا من مكة إلى المدينة وزرنا قبر الرسول -صلوات الله عليه وسلامه- وسلمنا عليه ومكثنا بالمدينة بضعة أيام وكانت أول وأجمل وأسعد أيامنا معًا، لا أرى شهر عسل أروع من ثلاثة أيام في رحاب المدينة التي رحبت بالرسول الكريم وقت نَبَذَه أهل مكة، وكانت هذه الأيام الثلاثة كالدهر كله في سعادتها واطمئنانها وراحتها.. شعرت معها أنني وُلدت من جديد لأكون لهذا الرجل الذي ملأ عليَّ دنياي وديني وأراني ما لم أكن أحلم أن أرى من معان الحب والعطف والحنان، حقًا رجل تعجز معه معاني الرجولة من وصف فلقد خُلقَت منه الكلمة وانسابت منها معانيها
وعدنا إلى أرض الوطن ونحن راضين قانعين بما قسمه الله لنا من أيام الهناء التي افتتحنا بها حياتنا المقدسة، حياة تعاهدنا أن نبنيها على الحب والرضا والصراحة والأمان وكتم أسرارها عن كل البشر وأن نعتمد على أنفسنا في تخطي مطباتها دون إدخال شركاء ليُساعدوننا في دفع عربة حياتنا، فما نبنيه بأيدينا نحافظ عليه أكثر
وها أنا الآن وقد مر الأسبوع على عودتنا من هذه الرحلة المباركة أجدني أبدأ في ترتيب شقة عمري كما يطيب لي، ويقع في يدي هذا الفستان الأسطوري، والذي أبت تطريزات الورود به.. إلا أن تكون شاهدًا على ذلك اليوم العجيب.. بأن احتفظت باللون الوردي لآثار دماء رب سفينة حياتي، والتي كان لها جل الفضل في أن تُذكرني أن أقص عليكِ أيامي السابقة
سوف أضطر إلى إنهاء حديثي معكِ الآن؛ حيث أسمع وقع أقدام زوجي الغالي على السلم وهو عائد من عمله
وإن شاء الله سوف أواتيكِ بجديدي دائمًا يا مُعجزاتي الصغيرة
أستودعكِ الله الذي لا تضيع ودائعه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مضى إلى الآن ما يزيد عن خمسة أشهر منذ آخر مرة كتبت إليكِ فيها
وبالطبع لم تمر هذه الأشهر هكذا هباءً ولكنها كانت حافلة بالأحداث إلى أقصى درجة، لدرجة جعلتني لا أملك الوقت الذي أحدثكِ فيه
فكما قلت لكِ بالمرة السابقة، أن من كان مقرر لهم المجيء قد اتصلوا بوالدي ليؤجلوا الموعد، وقد ظننت وقتها أن هذه هي الإشارة للرفض.. ولكن الأيام أثبتت لي عكس ذلك..
فقد تم تجديد الموعد في الجمعة التي تليها، وقد أتوا إلينا -هو ووالدته وصديق والدي- محملين بالهدايا كتعويض لتأجيل الموعد في المرة السابقة، وقد قدموا اعتذارات كثيرة مؤكدين على عدم استطاعتهم الحضور وقتها للظروف الطارئة التي سبق وأخبرونا بها
استقبلهم والدي في بادئ الأمر، ثم تلته والدتي ومعها واجب الضيافة، وأخذوا يتحدثوا بعض الوقت، ثم نادتني والدتي لأنضم إليهم؛ أتعرف عليهم ويتعرفون عليِّ
بالطبع قام صديق والدي بدور كبير لنشر جو من الود والألفة في اللقاء، أخذ يبدأ طرف الخيط ثم يناوله لوالدة الشاب ثم يلتقطه منها مرة أخرى ويناوله لوالدتي ثم يحاول تمريره إليّ وإلى الشاب وهكذا.. ويتكلم مع والدي بعض الوقت، ثم أخذ والدي وانتحوا جانبًا ليتبادلوا الحديث ويتركوا المجال لأربعتنا للتعارف أكثر
ومن هنا عرفت أنه -الشاب- يتيم الأب منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره، وأن له شقيقتين تصغرانه -واحدة بثلاثة أعوام والأخرى بخمسة- وقد تحمّلت والدته مسئولية الأسرة في بادئ الأمر بمساعدة العائلة.. وبعد أن أنهى هو دراسته الثانوية بدأ يحمل عنها بعض هذه المسئولية، ويعوّض شقيقتيه الشعور بفقدان الأب -بالسؤال عنهما في دراستهما وتبادل الآراء والنقاشات وما إلى ذلك
كان قليل الكلام -وكذلك أنا-.. ولكنه لم يكن متردد، وقد كان انطباعنا الأول هو الشعور بالرضا والراحة
وتوالت الزيارات بيننا بعد ذلك، وقد تقابلت مع شقيقتيه اللتان كانتا ودودتين للغاية وقد كانت كبراهما متزوجة ولديها طفل في غاية الجمال، والصغرى كانت مخطوبة لشاب طموح وسوف تتزوج بمجرد إنهاء دراستها
وقد كان من المفترض أن نتزوج نحن بعد زواج شقيقته الصغرى لكي يطمئن عليها ويؤدي مسئوليته تجاهها على أكمل وجه.. ولكن والدته وشقيقتيه صممن على أن يتزوج هو أولاً طالما لايوجد داع لتأجيل الزفاف بالنسبة لكلينا، وأنهن يردن أن يسعدن به سريعًا، وأن خير البر عاجله.. وبعض من هذه العبارات التي حاولوا بها إتمام الأمر دونما انتظار
وقد تم الزفاف بعد أول لقاء بثلاثة أشهر في حفل عائلي جميل ضم أناس كثر من الأهل والأصدقاء
ومن هنا تبدأ حكايتي معكِ التي أردت الوصول إليها ولكنني أطلت في المقدمات حتى أحيطكِ علمًا بكل ما كان
كان الحفل رائعًا وكان فستاني في قمة الجمال كما حلمت به منذ صغري.. هذا الفستان الأبيض الذي يشقينا لمجرد الوصول إليه.. هذا الفستان الأبيض الذي نحلم دومًا -نحن الفتيات- باليوم الذي سنرتديه فيه، فستان أبيض وإن مال إلى لون السكر شيئًا.. منقوش عليه الورود البيضاء.. وقد انتفش جزءه السفلي بفعل قماش التل الذي أضفى عليه لمسة من عصور الأميرات.. وهذه الطرحة الطويلة المنقوشة والتي تعطي علامة لمن ترتديها بأنها سيدة الحفل وجوهرته..
كان حفل من الأحلام، وقد قررنا -أنا وزوجي- أن نسافر بعد انتهاء الحفل لإحدى المدن الساحلية لنقضِ بها شهر العسل..
وقد كان..
ركبنا الطائرة مودّعين مَن لحق بنا إلى المطار، ومرّ الوقت داخل الطائرة ولم أشعر به لجم ارتباكي، نبهني صوت المضيفة وهي تعلن عن موعد هبوط الطائرة وتلقي علينا بعض التعليمات الخاصة بذلك
هبطت الطائرة وانتقلنا من المطار إلى الفندق الذي سنقيم فيه، كل هذا وأنا في حالة من الدهشة.. مَن هذا الذي أُسافر معه!!.. كيف أُسافر بصحبة رجل دون أبي وأمي!!.. كانت هذه هي أول مرة أشعر أنني أفتقدهم لهذه الدرجة، لأول مرة أسافر دونهما..، لأول مرة أذهب لهذه المدينة..، لأول مرة أشعر بالغربة.. رغم هذا الرجل الذي بجواري!!، وإن كان هو وقتها مبعث قلقي
ساهمة.. واجمة.. لا أنطق بكلمة
وصلنا إلى حجرتنا بالفندق بعد أن رحّب بنا العاملون والمدير نفسه
وهذه الإبتسامة التي ارتسمت على وجهي من أول اليوم لم تفارقه بعد، حادثني.. لم أنتبه لما قال.. وأخذ شريط حياتي يمر أمام عيني وأتذكر ألمع ذكرياتي.. أين أنا؟ لست أدري.. وكيف أدري؟!.. حقًا لا أستطيع تذكر ماذا حدث وقتها وكيف تطورت الأمور لأجدني أتناول السكين الموضوع بطبق الفاكهة بجواري .. وأطعن هذا الرجل.. زوجي.. هذا الكيان الذي لم يسيء إليَّ قط..
حقًا لست أدري لماذا فعلت هذا.. أو كيف فعلت؟.. وجدتني بعدها قد أفقت من وجومي ووجدت نفسي من هول الموقف أبكي .. بل أنتحب .. أصرخ.. أنادي عليه.. ماذا دهاني؟؟ ماذا فعلت؟؟ هل جننت حقًا!! فوجدته يجيبني -بقلب الأب الحنون الذي طُبع عليه منذ وفاة والده- "لا تقلقي لا تقلقي أنا بخير اطمئني" فتحولت انتحاباتي ضحكات -لاطمئناني أنه لازال حي يحدثني يشعر بي- يأبى صوت بكائي إلا أن يضفي عليها -الضحكات- نوع من الهستيريا "أنت بخير!!أنت كويس؟؟ أنا مش عارفة!! " ثم عدت إلى الانتحاب مرة أخرى وصوته يأتيني هذه المرة أضعف من سابقتها وهو يربت على خدي بيده الباردة -والتي زادت برودتها من فزعي- ليمسح دموعي ويطمئنني
قال لي " ناوليني الهاتف" وبدون تردد ناولته إياه، وقد أتت كلماته مرهقة "من فضلك أرسل سيارة إسعاف سريعًا لغرفة العروسين..حادث" وترك لي السماعة وهو يشحب لونه ويتصبب عرقًا، وأنا غارقة في ذهولي وبكائي وقد استحال لون فستان الزفاف من الأبيض إلى الأحمر بفعل دماء سيد الليلة، أمرني وبعد أن وضعت سماعة الهاتف أن أُبدل ثيابي قبل أن يأتي الإسعاف لأذهب معه إلى المستشفى، وقد فعلت دون تردد وفي سرعة لم أتخيلها
أتى فريق الإسعاف ليحملوه من الغرفة وأنا أهرول إلى جواره باكية أحاول سماع كلماته "لا تخبري أحد.. الفستان.. أرسليه إلى المغسلة.. لاتقلقي أنا بخير.. لا تجيبي على أي سؤال يوجه إليكِ أيًا كان"
وفي المستشفى وددت لو كنت قد فقدت الوعي حتى لا أشعر بمرور الوقت الذي تقتلني دقاته كل ثانية، خرج إليَّ الطبيب يحاول طمأنتي "لا تقلقي جرح بسيط ولله الحمد أنه لم يمتد إلى إحدى الأجهزة بالضرر البالغ" فأجبته كما لو لم أسمع ما قال "يعني هو كويس؟ متى يخرج؟ أقدر أشوفه؟" قال لي بهدوءه نفسه " قلت لك لا تقلقي هو بخير ولكن لن تستطيعين رؤيته الآن وسيخرج إن شاء الله بعد أسبوعين وسيكون هناك أسبوع للمتابعة" وهنا هدء بكائي شيئًا وأتت إليَّ الممرضة تخبرني بإمكانية التحاقي بإحدى غرف المستشفى للتأكد من سلامتي ولتهدئة أعصابي، وقد ركّبَت لي محلول وأعطتني حقنة منومة لما كان يظهر عليَّ من إرهاق
مر يومان وسمحوا لي برؤيته، دخلت عليه.. قبّلت رأسه ويده، طلبت إليه أن يغفر لي، فأجابني بحنيته الدائمة "الحمد لله أنها جت على قد كدة مش بيقولوا من الحب ما قتل الحمد لله أنهم مكانوش حاطين في الأوضة حاجة أكتر من السكينة التلمة دي.. لقد اخترقتي حصوني يا سيدتي ولكن بطريقتك الخاصة" فوجدتني أبتسم لدعابته والدموع تسيل من عيني فقال لي "وبعدين بقى !!!!!! إحنا فينا من كدة؟ أنتي بتعيطي علشان لسة صاحي ولا إيه؟ خلاص يا ستي ولا تزعلي أول ما هخرج من المستشفى هروح أرمي نفسي في البحر عشان ترتاحي" وهنا دخلت الممرضة بوجبة الغداء...
أول ما تناولته أنا من الصينية هو السكين المجاور للطبق.. قال لي بترقب مصطنع "إيه! ناوية تخلصي عليا المرادي؟!" فأجبته " اقتص" فضحك ضحكة عالية وقال لي "اقتص؟ هاهاها إحنا هنبدأ حياتنا وإحنا مقطعين بعض ولا إيه؟" فأجبته "بل اقتص" فقال لي وضحكاته لا تزال تتخلل كلماته " بقى يا ظالمة عوزة تخبطيني بسكينة معدن وتديلي أقتص بسكينة بلاستك؟ وده يبقى عدل ده؟ آه من كيد البنات آه" فابتسمت لما نبهني له وقلت له "أيا كان لن أغفر لنفسي ولن أقبل الزواج منك إلا بعد أن تقتص مني" وهنا كما لو كانت هبطت عليه فكرة كانت غائبة عنه فقال لي "وتتحملي طريقتي في القصاص؟" قلت له "نعم" قال لي " أيًا كانت؟" فقلت "أيًا كانت" فقال "إذًا تحملي نتيجة طلبك" وضغط الزر المجاور للفراش فأتت الممرضة وطلب منها أن ترسل في طلب الطبيب
عندما أتى الطبيب قال له أنه سيطلب منه طلب غريب ولكنه مُصر عليه؛ لكي تستقيم حياتنا بعدها، فسأله الطبيب عن هذا الطلب فأجابه أنه يريد منه أن يفتح لي جرح في صدري في الجهة المقابلة للقلب وأن يعيد خياطتها مرة أخرى بثلاث غرز-في مقابل الثلاثة غرز التي تطلبها جرحه، وهنا اندهش الطبيب لطلبه وأخبره أنه لا يستطيع فعل شيء كهذا طالما أنني لا أعاني من شيء، ولكنه ألح عليه الطلب وأخبره أنه لو لم يفعل هذا فإنني ربما أقتله في يوم من الأيام ومن يدري! ..، المهم أن وافق الطبيب -بعد محاولات مضنية مني ومن زوجي- على ألا يكون الجرح غائرًا مجرد علامة بثلاث غرز
وبعد أن انصرف الطبيب سألته "اشمعنى مقابل القلب تحديدًا؟" فأجابني أنه يريدني أن أضعه بقلبي وأغلق عليه
وهنا تضاحكنا.. وتحادثنا.. وجرت الأيام..
وعدنا إلى الفندق الذي لم نُقم به سوى أسبوع المتابعة، عدنا بعدها إلى مدينتنا وقد أوشك موسم الحج، فطلب مني زوجي ألا نبدأ حياتنا معًا إلا بعد أن نؤدي فريضة الحج لتكون أول حياتنا طاعة لله، وليطلب كلانا من الله ما يريد، ولتطمئن أنفسنا بحب الله، وليكون حجنا هو شهر العسل الذي لم نستطع قضائه في تلك المدينة، كل هذا ولم يعلم أحد من العائلة بما حدث، وقد تواعدنا أن يظل ما حدث هو أول سر في حياتنا الزوجية
ذهبنا إلى بيت الله الحرام.. ولن أستطيع أن أوصف لكِ كمّ الراحة الإيمانية والنورانية التي شعرنا بها بمجرد أن وطأت أقدامنا أرض مطار السعودية، لا إله إلا الله محمد رسول الله، لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك.. حقًا قد منَّ الله علينا بأن جعلنا مسلمين له موحدين به وأن منَّ علينا بزيارة بيته الحرام ونحن في قمة شبابنا وقوتنا لنتمكن من أداء فرائضنا على أكمل وجه، ومرت أيام الحج ونحن في حالة من الروحانية الجميلة خلت معها النفس من كل شوائبها
وذهبنا من مكة إلى المدينة وزرنا قبر الرسول -صلوات الله عليه وسلامه- وسلمنا عليه ومكثنا بالمدينة بضعة أيام وكانت أول وأجمل وأسعد أيامنا معًا، لا أرى شهر عسل أروع من ثلاثة أيام في رحاب المدينة التي رحبت بالرسول الكريم وقت نَبَذَه أهل مكة، وكانت هذه الأيام الثلاثة كالدهر كله في سعادتها واطمئنانها وراحتها.. شعرت معها أنني وُلدت من جديد لأكون لهذا الرجل الذي ملأ عليَّ دنياي وديني وأراني ما لم أكن أحلم أن أرى من معان الحب والعطف والحنان، حقًا رجل تعجز معه معاني الرجولة من وصف فلقد خُلقَت منه الكلمة وانسابت منها معانيها
وعدنا إلى أرض الوطن ونحن راضين قانعين بما قسمه الله لنا من أيام الهناء التي افتتحنا بها حياتنا المقدسة، حياة تعاهدنا أن نبنيها على الحب والرضا والصراحة والأمان وكتم أسرارها عن كل البشر وأن نعتمد على أنفسنا في تخطي مطباتها دون إدخال شركاء ليُساعدوننا في دفع عربة حياتنا، فما نبنيه بأيدينا نحافظ عليه أكثر
وها أنا الآن وقد مر الأسبوع على عودتنا من هذه الرحلة المباركة أجدني أبدأ في ترتيب شقة عمري كما يطيب لي، ويقع في يدي هذا الفستان الأسطوري، والذي أبت تطريزات الورود به.. إلا أن تكون شاهدًا على ذلك اليوم العجيب.. بأن احتفظت باللون الوردي لآثار دماء رب سفينة حياتي، والتي كان لها جل الفضل في أن تُذكرني أن أقص عليكِ أيامي السابقة
سوف أضطر إلى إنهاء حديثي معكِ الآن؛ حيث أسمع وقع أقدام زوجي الغالي على السلم وهو عائد من عمله
وإن شاء الله سوف أواتيكِ بجديدي دائمًا يا مُعجزاتي الصغيرة
أستودعكِ الله الذي لا تضيع ودائعه
56 Comments:
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
تسلم ايدك ودماغك يا ايناس بجد
ابداع الله اكبر عليكى .. بالتوافيق
العنوان ملفت جدا ويشد الانتباه اختيار موفق
ثانيا
المقدمة انجزت ولفتت الانتباه للتذكرى باللى حصل مسبقا وبداية حلوة جدا للدخول فى الجديد
ثالثا
لقد بخلتىعلينا كتيرا فى معرفة التفاصيل ما بين فترة اللقاء المرتقب والجواز ...
وكأن لم يكن هناك احداث هامة لتُذكر غير لقاء الاختيين
رابعا
كنت اظن ان للفستان دورا اكبر ومساحة حتى ظننت انكى ستروى كيف اختارتيه وكيف وكيف .. وهذا بسببب العنوان .. ولكن لا شك ان له دورا وخاصة فى تسجيل الحادث
خامسا
لا ادرك هل جاء الطعن فجأة هكذا .. ام لمحاولته الاقتراب منك هل هذا هو السبب الذى جعلك تقومين بما قمتى به ؟؟
فانتى تتذكرين ذكرياتك ثم تتفاجئين بانك تطعنيه مرة واحدة وكنت اظن ان السبب سيوضح بعد ذللك ولكن هذا لم يحدث ..؟؟
سادسا
اجبنى كثيرا هذاالحوار الهادئ الذى جرى فى الغرفة بعد الافاقة
فانه هنا يوضح ما لهذا الرجل من عظمة وقلب كبير
سابعا
فكرة الجرح والدلالات رائعة .. ولكن عذرا لم تروقى لي كثيرا افلا يوجد طريقةاخرى بدلا من هذه ..!! تعجبت اذ انه يمتلك من العاطف والحنان ما يمنع من استخدامه سكين بلاستيكى للقصاص .. فكيف بجرح فى صدر محبوبته بسبعة غرز متتالية ...!!!؟
ثامنا
كم نفتقد كثيرا لمن يحاولون ان يبداءو حياتهم باعظم نسك فى الكون .. وهذاالشئ يحسب له كتثير ولكى ايضا .. فالذهب الى هذاالكان يدعو لراحة لا يمكن وصفها بكلمات مهم كانت بلاغتها ودلالتها ومعانيها فانها حقا بداية لحياة اساسها حب عظيم
تاسعا
هذه ليست الا اشياء صغيرة لفتت انتباهى ليس اكثر ولا اقل .. واتركك لتذهبين الان لسعيك لراحة زواجك العظيم
لك كل التحية
زيارتى الأولى..وأحب أن أستفسر أولا..
هل ما تكتبين..تأليف حضرتك أم تجربة واقعية..أم تجربة شخصية..
وعموما و أيا كانت..
فما لفت نظرى هو أنكى ما شاء الله تمتلكين قدرا كبيرا من أدوات اللغة العربية و أدوات السرد القصصى وتستطيعين الربط بين الأحداث بشيئ كبير من السلاسة..
دمتى فى حفظ الله
مش عارف... القصة أكنها حقيقية وصاحبتها فعلا بتحكيها...
في نفس الوقت مش مصدق غير انها من بنات افكارك...
وده دليل علي روعتها... بجد تسلم ايدك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد راضي
**********
الله يكرمك دا بس من ذوقك تسلم وتعيش نحن وإياكم
أولا: أنا كنت فعلا محتارة في العنوان ده
ثانيا: ربنا يخليك أنا كنت بحاول مخليش البوست المرادي طويل قوي علشان عارفة انكم بتتعبوا من القراية :)
ثالثا: معاك حق في الجزء ده بس محبتش أطول قوي زي ما ذكرت لأن دي مكنتش النقطة الأساسية بس متزعلش ممكن أبقى أعمل في البوستات القادمة فلاش باك على الفترة دي
رابعا: أديك قلتها أهو السر كان في آخر سطر
خامسا: D: D: انت هتعملي زي ماما ولا إييييييييييه؟ لأ أنا سبتكم لخيالكم في النقطة دي الراجل غلبان معملش حاجة بس هي اللي كانت مش متزنة انفعاليا بس ماما بتقولي هو متجوز واحدة قتالة قتلا ولا إيه؟
سادسا: الله يكرمك دي ماما بتقولي إيه الراجل ده أنا لو منه أجبها من شعرها وأتصل بالبوليس مش بالإسعاف
سابعا: يا راجل خليه ينفس عن نفسه حتى دي بصينله فيها؟! بس خليه يدي رموز ماهي برضه كانت هتموته وهي دي سهلة؟!خليه يربيها
ثامنا: ماما بقى قالتلي هي بالسهولة دي أقول أنا عايز أروح أحج أقوم رايح
قلتلها بطلوا بقى تحقدوا على الطبقة الغنية ناس ومعاهم قرشين بلاش يحجوا بيهم؟
تاسعا: ماشي خير خير خلاص أنا غديته بقى ونزل يصلي المغرب P:
************
أكرمك الله من بعض ما عندكم
شرفتني بزيارتك
***************
اللهم قدم لنا جميعا الخير واهدنا لصراطك المستقيم
******************
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ويارب متكونش الأخيرة
هي بالفعل يوميات من وحي الخيال لكنها تستوحي بعض أحداثها من الواقع
الله يكرمك بجد حضرتك بس اللي ذوقك عالي
نحن وإياكم
شرفتني بمرورك الكريم
********************
ولا تحتار ولا حاجة هي قصة خيالية فعلا ومن عيال أفكاري :)
الله يكرمك تسلم وتعيش
شرفني مرورك
انا مش مصدقه عيونى ولا مصدقة اللى قريته
لومش كنتى صاحبتى الانتيم كنت قولت انها اكيييييييد قصه حقيقيه
بجد ممتازه
لحلى حاجه فهيا انها خلتنى ابكي بجد
ياااااااه لو في حب كده
لو في الراجل ده
ربنا يرزقك يا ايناس براجل زى اللى في خيالك الجميل ده
******
حبيبة قلبي بجد متعرفيش تعليقك ده فرحني قد إيه
تعرفي أني أنا أصلا كنت ببكي وأنا بكتبها
ربنا يخليكي ليا رفعتي من روحي المعنوية
نحن وإياكم إن شاء الله
تسلم ايدك
****
طيب الله خاطرك
**********
الله يخليكي يا جميلة دا بس من ذوقك
تسلمي وتعيشي
اما عن قطار الصعيد
لا مش هو قطار الصعيد
قطار الصعيد ممكن يكون فى امل ان الواحد يخرج منه حى او باصابة انما قاطرة الموت احتمال النجاه منها
صفر
*******
لعل المانع خير
خير يا الهامي ربنا يهديلك العاصي
أنا كنت فكراها قصيدة عن مواقف تخيلي
ربنا يقدرلك الخير دائما
ايه يا آنسة
هي الواحدة بسهولة كده انشالله لو في مليون زهول تمسك سكينة وتطعن جوزها؟
يابنتي دي لو متجوزاه غصب مش هتعمل كده إلا لو كانت مجنونة وعندها انفصام في الشخصية
إيه التهور الفظيع ده
اهئ
القصة باظت
باااااااااااااظت
بااااااااااااااااظت
جواز عتريس من فتكات باااااااااااااااااااطل
بااااااااااااااااااااطل
كنتي بتبكي وانت بتكتبيها؟
وسايباني أنا ابكي من اشتغالتك يا هابي أبريل؟!
اه يا....
ولا بلاش خليها في سرك أحسن
ليك يوم يا ظالم
***************
ههههههههههههههههههههه
مش كدة عملت القصة مراكب ورق وعومتها في جردل مية
خلاص بقى مانا قلتلك آسفة
لازم يعني التسييح على المستوى الدولي
اسلوبك هادى ويشد لاخر كلمة فى البوست
بجد تسلم ايديك
عيشتنى لحظات جميلة وانا بقرا القصة وخصوصا الجزء الاخير لان ده حلم حياتى ابدا حياتى بزيارة لبيت الله الحرام
******
والله وزياراتك كمان وحشتني كتير جدا
ربنا يخليكي يا رب من بعض ما عندكم
تسلمي وتعيشي
ربنا ينولهولنا جميعا يا رب
بس خدي بالك في ظل قوانين الحج الجديدة في بلادنا العظيمة ان مينفعش حد سنه أقل من 26 سنة يروح يحج
الواحد شكله هيعنس عشان يحقق حلم حياته ويعمل شهر العسل في الحج
فلتحاول استخدام اسلوب آخر
بجد حاولت افهم تعليقك ده بس مش قدرت افهمه
******
الأول أحب أرحب بعودتك
وثانيا حاضر هقولك قصدي
انا اول مره ادخل المدونه بس عجبتني القصه خاااااااااااااااالص دمتي بالف خير
انقطعت عن التجول بين المدونات
لذا فانا لم اتابع الاجزاء السابقه
الا ان هذا الجزء شد انتبااهي بالفعل
اسلوبك جميل ومشوق
الى الامام دوما
بانتظار البقيه :)
*************
هي فعلا خيالية
أكرمك الله
وان شاء الله متكونش الأخيرة
********
لعل المانع خير
من بعض ما عندكم
نحن وإياكم
ان شاء الله
شرفتني بمرورك
فعلا من الحب ما قتل
ولكني لأول وهله عندما قالت العروس إنها طعنت عريسها بسكين توقعت أنها كانت تتخيل أو تهذي ولكني فوجئت بأنه واقع بالنسبه لبطلة القصه وأنها دون إراده أقدمت على ذلك بالفعل ,
وقصتك تلك تعطي إشارة تحذير لكل العرسان أن يبعدوا كل اللآلات الحاده من متناول ايدي زوجاتهم في ليلة زفافهم ههههه,
ولكني لم اعجب بطريقة قصاص العريس بناء على طلب عروسه
فقد كان هناك طرق اخرى كثيره يقتص منها وبكل رقة وبكل حب خصوصا وأنه متأكد أنها لم تكن متعمدة بفعل ذاك الفعل معه
المهم قصتك جميله وشدتني جدا
دمتي مبدعة
واسمها جميل جدا ويضفي جو من الرهبة على القصة لكن مش بيلم كل التفاصيل
تاني شيء
المعنى في طعن الزوج او الحبيب
جميل جدا وهو الدفاع عن طرق الهجوم وده بدافع من رعب داخلي من شيء مجهول مقدمة عليه
والاجمل هو كم الحب والطيبة اللي يتمتع بيهم الحبيب او الزوج
وكنت عاوزة اسال نفس السؤال هل هي قصة واقعية ولا خيال لاني لما استغرب الطعنة لكن استغرابي من التسامح والحب في قلب الزوج ومقابلة الطعنة بكل هذا الخوف عليها معقول ولا حتى اخد على خاطره منها؟
جميلة بجد
تحياتي
*******
الله يكرمك بس أستأذنك متكلمنيش بإسمي
فعلا ناس كتير قالولي هتكون أحلى لو كانت بتحلم أو شيء من هذا القبيل
لكن كوني أخليها كانت بتحلم هتبقى حاجة مستهلكة غير إن -ان شاء الله- في الجزء الجاي هتعرفوا ليه هي طعنته ووقتها هتلتمسولها العذر
اللهم بلغت اللهم فاشهد كل واحد ياخد باله بعد كدة
رغم رومانسيته الا انه يظل انسان يوجد به الجانب الطيب والجانب الانساني فلا نعتب عليه في قصاصه وهي من كانت تسعى لقتله
اكرمك الله
*******************
الله يكرمك مرورك أروع
هو غالبا دا اللي بيحصل لما تلاقي نفسك مضطرة تختاري العنوان قبل ما تبدئي في رواية القصة بتكون أحداثها مش واضحة لسة قدامك
تصدقي بجد انتي أول واحدة متستغربش الطعنة -ماما واخواتي ذات نفسهم قالولي انتي مجنونة-
ربنا يكرمك انتي أجمل لأ ماهو أخد بالقصاص أهو
شرفتيني
تسلم ايديكي بجد
دمتي بخيرر
تحياتي .,,,
اول زيارة
*****************
انتي الأجمل
تسلمي وتعيشي
نحن واياكم
شرفتيني
********
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله متكونش الأخيرة
وقد عدلت عنها وبطلت كتابة
بفضل مجهودك الرائع فى النقد لى
فى اول مرةاحاول فيها الكتابة عما يدور بداخلى
وكأنك تنتقدين كاتبا كبيرا
وقررت ان يبقى سجينا هناك حيث لا احد الا انا وهو
شكرا
الراوى
*********
على فكرة انت زعلتني جدا
مين اللي قال ان التجربة مش موفقة
بالعكس هي موفقة جدا جدا
وعجبني جدا بدايتها
الحديد يشتد صلابة بالطرق لازم تكون عزيمتك أصلب من كدة وأنا هنتظر الجزء التاني بفارغ الصبر
أنا تعمدت انتقادك ككاتب كبير حتى تصل بقناعتك أنك كاتب كبير ولك جمهور وبالتالي تحاول أقصى جهدك أن تكون بدايتك مشرقة
بجد أنا زعلت جدا لما قلتلي انك هتكمل لوحدك
أرجوك تكملها معنا وحقيقي أنا كنت سعيدة بتجربتك جدا ومكنش كلامي إلا عشان أحفذك مكنتش أقصد أبدا ييجي بالعكس
كنت قاصدة أحطك في موقف تعرف انك لما تبقى كاتب كبير هتتحط فيه لا محالة مع اتساع دائرة جماهيرك
الكتاب مبينسحبوش بسهولة يا استاذ
اتفضل كمل القصة وأنا في انتظار الجزء الجديد
ولكن هذا القرار كان مرهونا باول تعليق
ولا اقدر ان انقض عهدى مع نفسى
وليس الامر بكل هذه الخطورة
فلطالما عشت وحيدا مع خيالى
الراوى
طيب مانت كدة مش هتخلف وعدك مع نفسك ولا حاجة
أنا قلتلك القصة عجبتني جدا
أنا تعليقي كان على اللي لسة هييجي بقولك خد بالك من اللي جاي
لكن البداية كانت موفقة جدا أنا ملحقتش أنسى التعليق
ركز انت بس كدة واقرأ التعليق بتاعي مرتين كمان وحاول تغيير من وقع الكلمات هتلاقي ان التعليق مكنش المقصود بيه ان القصة وحشة اطلاقا بالعكس هي عجبتني وعجبني فيها الترقب للحلقة القادمة
كل حاجة فيها حلوة لكن الطبيعة البشرية ان مستحيل حاجة تكون كاملة وعلشان كدة قلتلك خد بالك في اللي جاي
لكن عموما انا عندي استعداد اعيد كتابة التعليق بالطريقة اللي كنت أقصدها لو كان وصل منه معنى آخر
أرجوك بقى مترفضش أول طلب مني
انا هحاول تانى
وعلى فكرة انا مامسحتش التعليقات
لكن كنت حذفت المدونة
وعندما استعدتها
لم اجد التعليقات على اى رسالة
صدقينى انا لم امسحها
___________________________
على فكرة انا عندى مشكلة فى كتاية القصص يعتبرها بعض الناس شيئا جيدا
وهى ان انا من عادتى ان اكتب على عكس ما يتوقعه القارئ
يعنى مش لازم يكون رامى هو بطل القصة مثلا ومش لازم يكون العم سامى راجل طيب وهكذا .. فياريت تعدى الحتة دى من التعليقات الجاية هه
الى الامام دائما
D: متقلقش مش انت لوحدك اللي كدة حاول تتابع القصة في المدونة دي هتلاقيها تقريبا ماشية على نفس الاتجاه
ماشي هعديها ومنتظرة باقي الحلقات انا بالفعل بحب القصص اللي تخليني افكر واعيش مع القصة
انا اول مرة اقرء قصتك على بعضها
تسمحى لى ان انا اقولك انت مجنونة
فى ست تقتل زوجها
هههههههههههههههههههه
بس على فكرة انا ما عرفش اقول ايه الا ان دى اجمل قصة زواج قراءتها حتى الان
لكن مش أنت أول واحد تقول كدة
عادي ده رد الفعل اللي كنت متوقعاه
ربنا يسهل القصة لسة في بدايتها على أي حال
المهم
انا اسف
قمه فى الروعه والجمال
بجد حسيت انها حقيقه اوى رغم انى متاكده انها خيال فى خيال
تسلم الايادى
ان شاء الله متابعين كل ما هو جديد
************
ربنا يكرمك يا رب انتي الأجمل
ربنا يكرمك دا بس من ذوقك
تسلمي وتعيشي
ان شاء الله وانا في انتظاركم دائما
مش قادره اصدق مع انى مقتنعه
مش قادره اصدق رد فعله
بجد عاجزه على انى اتكلم
واعبر
بس بجد ربنا يهنيكى وسعدك
ورب ضاره نافعه
تحياتى
منوراني يالشوكة الناعمة في أول تعليق لكي عندي
هو فعلا رد فعل غريب بس خلي بالك القصة دي من وحي الخيال
أعتقد شبه مستحيل انك تلاقي واحد رد فعله كدة فعلا
نحن وإياكم يا شوشو
شرفتيني بمرورك وتعليقك
وباعتذر عن الغياب
حمد لله على السلامة
عمرو كمال